
لاقى مسلسل جودر نجاحًا كبيرًا على المستويين الجماهيري والنقدي أيضا، محققا المعادلة الصعبة في إرضاء ذائقة المشاهدين والنقاد معا، وذلك بفضل قصته المشوقة وأداء أبطاله المميز وأيضا توافر جميع عناصر النجاح الأخرى من إخراج وديكور وتصوير وإبهار بصري.
مسلسل جودر أعاد أجواء وعوالم “ألف ليلة وليلة” للشاشة من جديد بحرفية شديدة وبمستوى عالمي، حسبما يقول الناقد خالد محمود في تصريحات لـ “اليوم السابع”، مشيرًا إلى أن المخرج إسلام خيري أبهر الجمهور من خلال الصورة والجرافيك وأدخل الجمهور بسلاسة لعوالم تجمع البشر بـ الجان، كما أنه وضع نفسه في مصاف المخرجين الكبار وعوضنا عن غياب قصص “ألف ليلة وليلة”، متمنيًا أن يكون هناك أجزاء تالية.
وأشار خالد محمود إلى أن الفنان ياسر جلال قدم شخصية منضبطة، وحافظ على أداء الشخصية في الجزء الثاني، وكأن العمل لم يغب عام كامل، إذ جسد شخصية شهريار وجودر بنفس الروح والمشاعر التي جسدها في الجزأ الأول، وهو أمر ليس سهلا.
وأكمل خالد محمود أن المسلسل قفز بمستوى الدراما قفزات كبيرة جدا على جميع المستويات، ومنها بالتأكيد الأداء التمثيلي المبهر، معبرا عن سعادته بقدرة ياسر جلال على التنوع والبحث عن المختلف والدخول لمناطق جديدة وسط عمل يضم العديد من عناصر الأبهار على مستوى الصوت والصورة والملابس والجرافيكس.
فيما قال الناقد زين العابدين خيري، إن المؤلف أنور عبد المغيث، استطاع تقديم توليفة جديدة من خلال المسلسل، واضعا بصمات خاصة ومميزة من روحه في العمل، ولم يكتف بمعالجة القصة تليفزيونيًا فقط، لكن البطل الشعبي الذي قدمه في المسلسل، ينتصر دائمًا للقيم طول الوقت مهما كانت الضغوط، بالإضافة لرشاقة الكتابة، حيث استطاع أن يقدم نصا مميزا، وجملا منضبطة.
وأشار زين العابدين خيري إلى أن المخرج إسلام خيري، نجح في أن يقود فريق عمل كبير بهذه الضخامة التي نراها على الشاشة، ليس فقط علي مستوي الممثلين، ولا علي مستوي القصة المقدمة، ولكن أيضا على مستوى الديكورات، والأزياء ليقدم مستوى عالمي بطريقة مصرية جدًا.
فيما قالت الناقدة الفنية علا رضوان، إن مسلسل “جودر” لا يعتبر فقط عملا دراميا، بل نافذة مفتوحة تطل على عوالم الخيال المتشابكة بشكل عميق، موضحة أن مسلسل “جودر 2” لا يقتصر فقط على مجرد تقديم الترفيه، بل أداة لرؤية الذات والعالم من منظور جديد، مؤكدًة أن الخيال ليس مجرد مهرب من قسوة الحياة، بل هو مرأة نرى من خلالها أنفسنا وصراعاتنا الداخلية والخارجية.
واستكملت حديها، أن مسلسل “جودر 2” يواصل رحلته المدهشة التي بدأت في الجزء الأول في وضع المشاهدين في قلب عوالم خيالية مبهرة تمتزج فيها الحكمة بالواقع، ليتحول هذا العمل إلى تجربة فريدة من نوعها.
وأضافت علا رضوان أن الشخصيات في السرد ليست مجرد أدوات لتحريك الأحداث، بل رموز تعكس صراعات أعمق، حيث يتجاوز الخير والشر المفهوم التقليدي ليصبحا انعكاسًا للصراعات الإنسانية الداخلية والخارجية.
وأكملت أن الشخصية المركزية جودر، التي يجسدها ياسر جلال، تظهر كرمز للبراءة الممزوجة بالشجاعة، شخصية تحتضن التناقضات التي تجعلها قريبة من قلوب المشاهدين، وأن الجانب البصري في “جودر 2” يعد أحد أبرز عناصر قوته، مؤثرات بصرية رائعة تنقلنا إلى عوالم الخيال، بينما الديكورات تأخذنا إلى أزمنة وأماكن بعيدة، كما أن الموسيقى التصويرية تضيف بُعدًا شعوريًا يجعلنا نعيش الحكاية بكل تفاصيلها. استطاع المخرج إسلام خيري، ترجمة نص السيناريست أنور عبد المغيث، إلى صور نابضة بالحياة تنطق بالحكاية نفسها.
أما الكاتبة أميرة مكاوي فقالت إنها شاهدت صورة نقية وملابس فخمة وجوا أسطوريا ودرجات من الألوان والإضاءة توحى بأننى أمام عمل يستحق المتابعة، وبعد 7 أيام من عرض “جودر”، أجد أننا نقف أمام عمل شديد التميز والجودة مكتمل فى أركانه بشكل لافت للنظر.
وأضافت: لا شك أن التعاون فى الإنتاج بين شركة ميديا هب- سعدى وأروما أضاف ثراء للعمل يليق بتراثنا الشعبي، فالأولى تمتاز دائما باختيار جيد للنص والتدقيق فى الجودة وحرص على التفاصيل، أما الثانية تعد واحدة من أهم صانعى الخدع ليس فى مصر فقط وإنما فى الوطن العربى، أظن أن هذا التعاون توج بوجود المخرج إسلام خيرى، الذى يملك من الحرفة والخيال والدأب ما يمكنه من إيصال أجواء “ألف ليلة وليلة” إلى المشاهد.
كما أشادت بمخرج العمل قائلة: أعتقد أن إسلام خيرى أدرك منذ البداية أن المشاهد فى عصرنا الحالى -نظرا لوجود المنصات والإنترنت واطلاعه على ما يقدمه العالم بسهولة لم تكن متاحة لأجيال سابقة- أصبح لديه مخزون بصرى متنوع فيما يخص درجة الجودة والإبهار والقدرة على استيعاب غير المعقول فى الخيال، ويعلم أنه يقف أمام تحد كبير لتقديم فانتازيا بها من الحرفة والجودة ما يكفى، ولن أقول لإبهار المتفرج وإنما تقديم ما يرضيه من جودة وتفاصيل.
وأضافت أميرة مكاوي أن ديكور متميز جدا لأحمد فايز، أجاد فيه المزج بين العالم الأسطورى الشهريارى وبين العالم المخيف للشمعيين وقوى الشر وعالم جودر المصرى، واختار بحس رهيف سمة لكل عالم منهما، وأجاد ودقق حتى فى اختيار الاكسسوار المحيط بالتصوير، فحين ترى شهريار ستجد اهتماما حتى بالزخارف على الكؤوس، وإن ذهبت لـ”جودر” فى الحارة سترى مشهدا مليئا بالتفاصيل وليس فقط أساسيات الحارة كما اعتدنا أن نراها، والملابس قدمتها منى التونسى بتميز شديد، ليس فقط فى الصورة العامة، وإنما بالتدقيق فى اختيار الألوان التى تعبر عن كل شخصية ومزج الأقمشة فى فهم للنص لافت، وفهم لطبيعة ما ترغب الملابس وألوانها فى إيصاله إلى كمتلق.
فيما قال الناقد الفني محمد نبيل، إن مسلسل “جودر2” ، يعتبر واحدا من أكثر الأعمال تميزا خلال شهر رمضان 202، ونال اشادة نقدية كبيرة، كما قدم الفنان ياسر جلال أداء مبهرا للغاية، وعام تلو الآخر يواصل التألق، وأغلب فريق التمثيل تم اختيارهم بعناية شديدة.
وأشاد الناقد محمد نبيل، بالموسيقي التصويرية التي وضعها شادي مؤنس فهي تعبر عن الأجواء الأسطورية التي يقدمها المسلسل.