
لم يعد رضا البحراوي ذلك الاسم الذي يتهافت عليه أصحاب الملاهي الليلية وأماكن السهر كما كان في السابق، فقد شهدت شعبيته انهيارًا سريعًا بعد سلسلة من الإخفاقات الفنية، التي جعلته يفقد بريقه وجمهوره تدريجيًا. ورغم أن هذا التراجع بات واضحًا للجميع، إلا أن البحراوي يرفض الاعتراف بالواقع، محاولًا تغطيته بأساليب مكشوفة، كان آخرها اللجوء إلى تصوير فيديوهات استعراضية زائفة، في محاولة بائسة لإيهام الناس وأصحاب المحلات بأنه ما زال النجم الشعبي الأول.
تراجع قاسٍ في الحفلات.. وانهيار في الأجر
في السنوات الأخيرة، كان اسم البحراوي مرتبطًا بحفلات السهرات والملاهي الليلية، حيث كان واحدًا من أكثر المطربين المطلوبين في هذه الأماكن، لكن الأمور تغيرت بشكل دراماتيكي، إذ بدأت حفلاته تشهد ضعفًا شديدًا في الإقبال، ما دفع منظمي الحفلات وأصحاب الديسكوهات إلى تقليل الطلب عليه. ومع انخفاض شعبيته، انهار أجره بشكل لافت، فبعد أن كان يتقاضى مبالغ مرتفعة، أصبح يقبل بحفلات بأجور أقل بكثير في محاولة يائسة للبقاء على الساحة.
عدة أسباب ساهمت في هذا التراجع، أبرزها تكرار أسلوبه الغنائي دون أي تطوير، ووقوعه في أزمات متكررة مع زملائه في الوسط الفني، بالإضافة إلى ظهور جيل جديد من المطربين الشعبيين الذين استطاعوا أن يجذبوا الجمهور بأساليب أكثر حداثة وتنوعًا، بينما ظل البحراوي عالقًا في نفس القالب القديم، حتى أصبح حضوره غير مرغوب فيه كما كان في السابق.
الفيديوهات.. خدعة مفضوحة لإثبات شعبية زائفة
أمام هذا السقوط المدوي، لم يجد البحراوي سوى اللجوء إلى وسيلة أخرى للحفاظ على ماء وجهه أمام أصحاب المحلات ومتعهدين الحفلات، فبدأ في نشر مقاطع فيديو مصطنعة، يظهر فيها وسط فرقته الموسيقية وهو يرقص بجنون، مرددًا شعارات مثل “حب الناس”، في محاولة يائسة للترويج لنفسه على أنه لا يزال يحظى بجماهيرية كبيرة. لكن المتابعين سرعان ما أدركوا أن هذه الفيديوهات لا تعكس الحقيقة، خاصة أنها تبدو مفتعلة، حيث يظهر البحراوي وسط عدد محدود من الأشخاص، في مشاهد أقرب إلى المسرحيات الاستعراضية منها إلى التجمعات الجماهيرية الحقيقية.
حيلة مكشوفة.. وجمهور لم يعد يُخدع
الجمهور اليوم لم يعد ينجذب إلى هذه الأساليب الرخيصة، فالشعبية الحقيقية لا تُقاس بعدد الفيديوهات التي ينشرها الفنان، بل بقدرته على ملء القاعات والمسارح بحفلات ناجحة. وإذا كان البحراوي يظن أن نشر فيديوهات استعراضية يمكن أن يعيد له مكانته، فهو واهم، لأن الحقيقة أصبحت واضحة للجميع: لم يعد مطلوبًا كما كان، وأصحاب الأماكن الترفيهية لم يعودوا يقعون في فخ هذه المشاهد المصطنعة.
في النهاية، يبقى أمام رضا البحراوي خياران لا ثالث لهما: إما أن يواجه الحقيقة ويتوقف عن هذه المسرحيات المكشوفة، ويبدأ في إعادة تقييم نفسه فنيًا ليعود للجمهور بشكل مختلف، أو أن يستمر في خداع نفسه بفيديوهات زائفة، حتى يجد نفسه خارج الساحة الفنية تمامًا.