العالمعاجل

دمج خلايا الدماغ مع الذكاء الاصطناعي لخلق حواسيب حيوية فائقة الذكاء

كتبت- رنا محمد

توصل العلماء إلى خطوة ثورية في مجال التكنولوجيا الحيوية، حيث يعملون حاليًا على دمج خلايا الدماغ البشرية المزروعة في المختبر مع أنظمة الذكاء الاصطناعي، في إطار مشروع طموح يهدف إلى تطوير “الذكاء العضوي” أو Organoid Intelligence (OI).

 

هذه التقنية تعتمد على إنتاج عضويات الدماغ، وهي نسخ مصغرة من الخلايا العصبية في الدماغ البشري، والتي تشبه المراحل المبكرة من تكوين الدماغ البشري.

 

ومن خلال زراعة هذه العضويات في المختبر، يأمل الباحثون في استخدام قدرات الدماغ البشري الاستثنائية مثل التعرف على الكلام، وفهم اللغة، وتحليل البيانات البصرية، لإثراء تقنيات الذكاء الاصطناعي. وفقًا لمجلة “فوربس”، هذه الجهود تهدف إلى دمج الكفاءة الطبيعية التي يمتاز بها الدماغ البشري مع إمكانات الذكاء الاصطناعي، مما قد يؤدي إلى تكنولوجيا أكثر ذكاءً وأقل استهلاكًا للطاقة.

 

في العام الماضي، تم الإعلان عن بناء أول حاسوب حيوي هجين، يجمع بين الخلايا العصبية البشرية المزروعة في المختبر والدوائر الإلكترونية، بهدف معالجة البيانات والتعلم بطريقة تتفوق على رقائق السيليكون التقليدية، هذه الجهود تمثل نقطة انطلاق في أفق الذكاء العضوي الذي يجمع بين البيولوجيا والتكنولوجيا لخلق شكل جديد من الحوسبة.

 

ومع ذلك، لا تزال هناك تحديات كبيرة تواجه العلماء في هذا المجال. فبينما تبدو التقنية واعدة، فإن العمر الافتراضي للعضويات لا يتجاوز 100 يوم، مما يتطلب تجديدها بشكل مستمر. إضافة إلى ذلك، يثير هذا النوع من الأبحاث العديد من الأسئلة الأخلاقية، خاصة فيما يتعلق بمسألة وعي الأنسجة الدماغية المزروعة في المختبر، مما يفتح الباب أمام نقاشات عميقة حول الحدود الأخلاقية والتقنية في هذا المجال.

 

على الرغم من هذه التحديات، فإن تقدم الأبحاث في مجال الذكاء العضوي قد يغير تمامًا مستقبل الحوسبة والذكاء الاصطناعي، مما يعزز التكامل بين البيولوجيا والتكنولوجيا لخلق أنظمة حوسبية أكثر فاعلية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى