العالمعاجل

فوائد تجنيها مصر من رسوم ترامب الجمركية على حلفائها.. زيادة الصادرات وجذب الاستثمارات على رأس القائمة.. وهذه أبرز التحديات المحتملة أمام القاهرة

كتب- محمد فهمي

في خضم التصعيد المستمر للحرب التجارية بين أمريكا، والدول الحلفاء والخصوم في نفس الوقت، تبرز العديد من المكاسب التي من الممكن أن تقوم مصر باستغلالها خلال الفترة المقبلة بالرغم من التأثيرات السلبية للرسوم الجمركية على الاقتصاد العالمي.

 

ومع فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسوما جمركية على عدد من الدول، سواء الحلفاء مثل كندا والمكسيك أو الخصوم مثل الصين، قد يخلق فرصا لمصر في عدة قطاعات، إذا تحركت بسرعة لتعزيز صادراتها وجذب استثمارات بديلة، يمكنها تحويل سياسة ترامب الجمركية إلى فرصة لتعزيز الاقتصاد وخلق فرص عمل جديدة.

 

أبرز المجالات التي يمكن أن تستفيد منها مصر

هناك العديد من المجالات التي يمكن أن تستفيد منها مصر، في ظل الرسوم الجمركية المتبادلة بين ترامب ودول العالم، ولكن ذلك يتطلب استراتيجية واضحة من الحكومة والقطاع الخاص لاستغلال التغيرات في الخريطة التجارية العالمية.

 

زيادة الصادرات المصرية إلى الأسواق الأمريكية

مع فرض رسوم على منتجات بعض الدول مثل الصين، قد تبحث الولايات المتحدة عن موردين جدد بأسعار تنافسية، ويمكن لمصر تعزيز صادراتها من المنسوجات، المنتجات الزراعية مثل الموالح والعنب، والأثاث، لتعويض النقص في السوق الأمريكي، مما يجعلها قد تصبح بديلا أرخص مقارنة بسلع دول مستهدفة بالرسوم مثل فيتنام والهند.

 

جذب استثمارات أجنبية بديلة

بعض الشركات العالمية قد تبحث عن نقل مصانعها من الدول المتضررة من الرسوم مثل الصين، إلى دول ذات تكاليف تشغيل منخفضة، مما يجعل مصر يمكن أن تكون وجهة جذابة بسبب الأجور التنافسية مقارنة بآسيا وأوروبا، بالإضافة إلى الاتفاقيات التجارية الموقعة مع أفريقيا والاتحاد الأوروبي، بجانب الموانئ اللوجستية مثل قناة السويس والمنطقة الاقتصادية.

 

 

الاستفادة من انخفاض أسعار المواد الخام

بعض الدول المتضررة قد تضطر لخفض أسعار منتجاتها بسبب صعوبة التصدير لأمريكا، مما يساعد مصر على استيراد مواد خام أو سلع وسيطة بأسعار أقل، خاصة في الصناعات التحويلية والزراعة.

 

تحويل مصر إلى مركز إقليمي لإعادة التصدير

مع ارتفاع تكلفة التصدير المباشر من بعض الدول إلى أمريكا، قد تتحول مصر إلى منصة لإعادة التصدير عبر اتفاقياتها التجارية مع أفريقيا والشرق الأوسط.

 

الحرب التجارية تفتح آفاقا جديدة للاقتصاد المصري

وأوضح أحمد العزب الخبير الاقتصادي، أن الأزمة الحالية تمنح مصر فرصة ذهبية للتوسع في أسواق بديلة مثل أوروبا وأفريقيا والشرق الأوسط، خاصة في قطاعي المنتجات الزراعية والصناعات الغذائية التي تشهد طلبا متزايدا في هذه الأسواق.

 

جذب الاستثمارات الأجنبية

وأشار العزب، إلى أن ارتفاع الرسوم الجمركية على الصين قد يحول مصر إلى وجهة جذابة للمستثمرين العالميين الراغبين في تنويع سلاسل توريدهم، مما قد يعزز قطاعات صناعية واعدة مثل المواد الكيماوية والإلكترونيات.

 

طفرة في صناعة السيارات

من ناحية أخرى، يتوقع خبراء قطاع السيارات أن تؤدي التهديدات التجارية الأمريكية إلى تدفق استثمارات صينية جديدة في السوق المصري.

 

وأكد منتصر زيتون، عضو شعبة السيارات، أن الشركات الصينية قد تتجه لإنشاء مصانع جديدة في مصر لتفادي الرسوم الجمركية، لافتا إلى أن السيارات الصينية تستحوذ حاليًا على أكثر من 33% من حصة السوق المحلي.

 

مناخ استثماري جاذب

بدوره، أشار خالد سعد من رابطة مصنعي السيارات إلى أن مصر نجحت في تهيئة بيئة استثمارية جاذبة، مدعومة باتفاقيات التجارة الحرة مع أوروبا وأفريقيا وانضمامها لمجموعة “بريكس”، مما يعزز من قدرتها على جذب الاستثمارات الصينية لإنشاء قواعد تصنيع وتصدير.

 

مع استمرار تطور المناخ الاستثماري وزيادة نسبة المكون المحلي، يتوقع الخبراء أن تشهد السوق المصرية طفرة في جودة المنتجات وأسعارها، مما يعزز قدرتها التنافسية محليًا وإقليميًا في ظل المتغيرات التجارية العالمية الحالية.

 

الحرب التجارية تشتعل.. رسوم ترامب الجمركية تثير قلق صناع السيارات.. تراجع أسهم الشركات بشكل حاد وتوقعات بارتفاع الأسعار

كيف تؤثر الحرب التجارية الأمريكية على الاقتصاد العالمي؟

التحديات المحتملة أمام مصر

يوجد هناك عدة تحديات محتملة أمام مصر، في ظل سعيها للاستفادة من الحرب التجارية، والتي يأتي من أبرزها المنافسة الشرسة من دول أخرى تسعى لنفس الفرص مثل المغرب وتركيا، بالإضافة إلى اشتراطات الجودة الأمريكية التي قد تحتاج استثمارات إضافية في التصنيع، بجانب التقلبات السياسية في العلاقات الأمريكية الدولية قد تؤثر على الاستفادة طويلة المدى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى