أخبارعاجل

خبراء: ربط المساعدات الأمريكية لمصر والأردن بالقضية الفلسطينية تحول خطير ولن يحقق أهدافه

كتب- محمد فهمي

أثارت تصريحات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب حالة من الجدل، بعد التلويح بوقف المساعدات الأمريكية لمصر والاردن، لرفضهما مخطط تهجير الشعب الفلسطينى للدول المجاورة، ويرى الخبراء بأن ترامب يصنع  موجة جديدة من الصراع بمنطقة الشرق الأوسط، خاصة وأن المساعدات الأمريكية كانت حافز لمصر والاحتلال الاسرائيلي للتشجيع على المضي في اتفاقية كامب ديفيد.

 

ابو بكر الدسوقى ابو بكر الدسوقى

وفي هذا الصدد، قال الدكتور أبو بكر الدسوقي، مستشار مجلة “السياسة الدولية” بمركز الدراسات الاستراتيجية، إن التهديدات الأمريكية من جانب الرئيس دونالد  ترامب بوقف المساعدات عن مصر والأردن، كوسيلة ضغط لرفضهما  تهجير الفلسطينيين  أمر غريب، خاصة والمساعدات الأمريكية لمصر تُعد أحد الحوافز التي قدمتها الولايات المتحدة لكل من مصر وإسرائيل لتشجيع توقيع معاهدة كامب ديفيد للسلام عام 1979 واستقرار منطقة الشرق الأوسط.

 

 

الولايات المتحدة تعهدت بتقديم معونة لمصر واسرائيل

وأكد  الدسوقي، أن الولايات المتحدة تعهدت بتقديم معونة للدولتين، مع العلم أن حصة إسرائيل كانت أكبر بكثير، حيث تحصل مصر على مليار و300 مليون دولار كـ معونة عسكرية، تُحدد من خلالها الاحتياجات العسكرية عن طريق المصانع الأمريكية، بالإضافة إلى 500 مليون دولار كمعونة اقتصادية تم تقليصها إلى 250 مليون دولار، وتُنفذ عبر الجهات الأمريكية المختصة.

 

 

 

 

 

استخدام المساعدات كورقة ضغط على القاهرة

وأضاف أن التلويح بورقة المساعدات الأمريكية لمصر، ومطالبة بعض المسؤولين الأمريكيين بوقفها أو استخدامها كورقة ضغط على القاهرة، هو أمر مرفوض ولن تنصاع مصر لأي ضغوط أمريكية، متابعا: أن الأمر لن يتعدى مجرد التلويح دون الإقدام على هذه الخطوة.

 

مصر ليست في حالة ضرورة لهذه المعونة الأمريكية

وأوضح الدسوقي أن مصر ليست في حالة ضرورة لهذه المعونة الأمريكية، خاصة في ظل الإمكانيات التي يتمتع بها الجيش المصري، والاعتماد على تنوع مصادر السلاح، مما يعني إمكانية استيراد الاحتياجات العسكرية من روسيا أو الصين.

 

كما أشار إلى إمكانية ترشيد الإنفاق ووضع جدول بالمشروعات ذات الأولوية، بالإضافة إلى العمل على تنمية الموارد المحلية، مؤكدا أن الدعم العربي لمصر سيكون كافيًا لتخفيف أي آثار ناتجة عن وقف المعونات الأمريكية.

 

أحمد يوسف: الموقف المصري رافض لمبدأ التهجير نهائيا

ومن جانبه، قال الدكتور أحمد يوسف، الخبير الاستراتيجي وأستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاهرة: إن التهديدات الأمريكية بسلاح المساعدات  لمصر، محاولة للضغط على القيادة المصرية فيما يتعلق برفضها تهجير الفلسطينيين، متابعا أن هذه التصريحات تشير إلى اننا دخلنا مرحلة جديدة من المواجهة الأمريكية المصرية والتي اختار الرئيس ترامب اختراقها، خاصة وأن موقف مصر معروف وسياساتها عاقلة ورشيدة فيما يتعلق بمنطقه الشرق الأوسط، لكن  ترامب أ راد أن يفرض عليها شيء لا يمكن أن تقبله، وهو تهجير الفلسطنيين من أراضيهم للدول المجاورة وتصفية القضية الفلسطينية.

 

 

وأضاف دكتور أحمد يوسف أن الموقف المصري واضح من البداية وهو رفض التهجير بكافة صوره، وحتى لا يتم تسوية القضية الفلسطينية وتهديدات ترامب بالمساعدات الأمريكية لمصر، أراد أن يجرب سياسات القوه مع مصر وهذه ليست المرة الوحيدة التى  نتعرض فيها لازمات اقتصادية أو ضغوطات سياسية، وهذا أمر متوقع كما حدث من قبل اثناء غزو العراق للكويت او في أزمة كورونا، ومصر أكبر من أن تتأثر بهذه التهديدات.

 

وواصل يوسف حديثه قائلا: استمرار هذا النهج غير الرشيد من  جانب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد يؤدي إلى مواجهة مصر بعض الصعوبات لكن نحن لدينا بدائل للمساعدات الأمريكية، والتى جاءت وفق اتفاقية كامب ديفيد، حيث تحملت مصر ما متوسطة نصف مليار دولار شهريا، وهذا المبلغ كبير قياسا بالمساعدات الأمريكية الهزيلة، وربما تكون  لحظة للتخلص من  الاعتماد على هذه  المعونات، فترامب يريد أن نبيع الأمن القومي المصري والعربي بحفنة من الدولارات.

 

محسن جلال محسن جلال

نائب رئيس الحزب الناصري: تصريحات ترامب تمثل تهديدا خطيرا على استقرار المنطقة

وبدوره، قال المستشار محسن جلال نائب رئيس الحزب الناصري: إن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي هدد فيها بقطع المساعدات عن مصر والأردن حال رفضهما مقترحات تهجير الفلسطينيين من غزة مرفوضة، ومن شأنها تقويض عملية السلام فى الشرق الأوسط خاصة أن هذه المساعدات كانت مرتبطة بتوقيع اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل.

 

وأكد أن تصريحات ترامب تمثل تهديدا خطيرا على استقرار المنطقة، وتكشف عن تجاهل تام للتداعيات السياسية والأمنية التي قد تترتب على مثل هذه المقترحات، خاصة في ظل الظروف الإقليمية الحالية التي تشهد توترات متصاعدة.

 

وتابع إن  الإدارة الأمريكية تعتمد على استخدام المساعدات كأداة ضغط لتحقيق أهداف سياسية، وهو ما يعكس سوء تقديرها لطبيعة الشعب المصري الذي يتمسك بكرامته الوطنية ويقاوم أي محاولات للضغط عليه.

 

 

محسن جلال: المساعدات الأمريكية ليست منحة مجانية

وتابع أن المساعدات الأمريكية ليست منحة مجانية، بل هي التزام قانوني نابع من اتفاقية السلام المصرية – الإسرائيلية، ومصر  التزمت دائما بجميع تعهداتها الدولية دون أي إخلال ومع ذلك، فإن التاريخ يشهد أن مصر لم ترضخ أبدا لأي محاولات ابتزاز أو ضغط، بل عملت على تعزيز استقلالية قرارها السياسي والاقتصادي وتنويع مصادر تمويلها وتسليحها.

 

وأشار إلى أن ربط المساعدات الأمريكية بالقضية الفلسطينية يمثل تحولا خطيرا في السياسة الخارجية الأمريكية، لكنه لن يحقق أهدافه، فمصر لم تخضع لمثل هذه الضغوط من قبل ولن تفعل الآن والشعب المصري وحكومته يضعون كرامة الوطن فوق أي اعتبار، مؤكدا أن الحل الدائم للقضية الفلسطينية يجب أن يتم عبر مفاوضات مباشرة وعادلة تؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967، وليس عبر تهجير قسري يزيد من حدة الأزمات الإنسانية والسياسية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى