في واحدة من أقوى وأخطر العمليات الأمنية خلال السنوات الأخيرة، تمكنت الإدارة العامة لمكافحة المخدرات، تحت إشراف ومتابعة دقيقة من اللواء محمد زهير، من إحباط تهريب 3 أطنان كاملة من مخدر الحشيش بمحافظة جنوب سيناء، في ضربة استباقية غير مسبوقة، وضعت حدًا لتحرك شبكة دولية كانت تستعد لإغراق السوق المحلي بهذه الكمية الضخمة.
العملية بدأت بورود معلومات استخباراتية دقيقة إلى إدارة المكافحة تفيد بوجود تحركات غير معتادة داخل منطقة جبلية وعرة جنوب مدينة رأس سدر، يشتبه في كونها نقطة إنزال أو تخزين مؤقت لشحنة مخدرات تم تهريبها عبر الحدود الشرقية. وفور التأكد من المعلومة، وجّه اللواء محمد زهير بتشكيل فريق عمليات خاص على أعلى مستوى، ضم عناصر مدربة من الإدارات الفنية، ووحدات التدخل السريع، ومجموعات الرصد الميداني.
التمشيط بدأ ليلًا، باستخدام طائرات مسيرة “درونز” مزودة بكاميرات حرارية، إلى جانب وحدات استطلاع أرضي تسللت إلى الموقع المستهدف بصمت، في ظل تضاريس صعبة للغاية تتطلب تجهيزات خاصة وخبرة عالية في التعامل مع الطبيعة الجبلية القاسية.
وبعد ساعات من التتبع، تم رصد ثلاث مركبات دفع رباعي تسلك ممرًا جبليًا غير ممهد، وتتجه نحو منطقة منعزلة، وبناءً على التعليمات الفورية من غرفة العمليات، تم تنفيذ خطة تطويق محكمة، شاركت فيها عناصر من القوات الخاصة مدعومة بغطاء جوي للمراقبة.
الاشتباك لم يستغرق دقائق، حاول خلالها المهربون الهروب أو إشعال النيران في جزء من الحمولة لإتلافها، لكن رجال مكافحة المخدرات كانوا أكثر حزمًا وسرعة. تم ضبط المركبات كاملة، وبتفتيشها تم العثور على 3 أطنان من مخدر الحشيش، مقسّمة داخل أكياس محكمة الغلق، ومعبأة بطريقة احترافية تشير إلى أن العملية كانت معدة بعناية كبرى.
التحقيقات الأولية كشفت أن الشحنة كان من المقرر نقلها عبر قوافل صغيرة إلى القاهرة الكبرى ومنها إلى محافظات الدلتا، بهدف توزيعها خلال فترة الأعياد والمناسبات، ما يعني أن إحباطها في هذا التوقيت أنقذ آلاف الشباب من الوقوع في براثن الإدمان.
وأكدت مصادر أمنية أن الشحنة المضبوطة تُعد من أكبر الضبطيات التي تمت في جنوب سيناء منذ سنوات، وتُظهر مدى تغلغل شبكات التهريب، ومحاولاتها المستمرة لاستغلال الطبيعة الجغرافية الصعبة كغطاء للتهريب.
وقد وجّه اللواء محمد زهير عقب نجاح العملية تحية تقدير لرجال الإدارة، وأكد أن مثل هذه الضربات تؤكد بما لا يدع مجالًا للشك أن الدولة المصرية قادرة على حماية أمنها القومي، وأن معركة مكافحة المخدرات لن تتوقف، بل تتصاعد حتى يتم القضاء تمامًا على هذه الشبكات الإجرامية.
