
بينما يحتفل ملايين المصريين من أبناء الوطن المسيحيين بأعيادهم المقدسة، كانت هناك دولة بأكملها في حالة استنفار قصوى. حالة طوارئ وطنية غير معلنة، لكن معالمها واضحة في كل شارع، وكل ميدان، وحول كل كنيسة. رجال الداخلية، ومديريات الأمن، وأجهزة الأمن الوطني، والمفرقعات، والبحث الجنائي، كانوا جميعًا في الميدان، يحمون الوطن بلا كلل أو تهاون.
الداخلية تُعلنها: لا تهاون في أمن الكنائس
وزارة الداخلية، بعيونها الساهرة، وضعت خطة أمنية محكمة لتأمين احتفالات أعياد الميلاد المجيدة، لم تترك فيها شيئًا للصدفة. الخطة شملت نشر آلاف الضباط وأفراد الشرطة، وتفعيل كاميرات المراقبة الذكية في محيط الكنائس، والاستعانة بأحدث أجهزة كشف المفرقعات عن بُعد، والسيارات المزودة بأنظمة مراقبة حرارية.
وتم تفعيل فرق الانتشار السريع، والدفع بوحدات مكافحة الإرهاب، وعناصر من قوات الأمن المركزي، للتعامل الفوري مع أي تهديد محتمل، بالتوازي مع تعزيز الوجود الأمني على مداخل المحافظات، وتكثيف الأكمنة الثابتة والمتحركة.
حملات أمنية استباقية.. ضربات قاضية للبؤر الإجرامية
وقبل حلول الأعياد بأيام، شنت مديريات الأمن في مختلف المحافظات، بالتنسيق مع قطاع الأمن العام، حملات أمنية مكبرة استهدفت البؤر الإجرامية، ومناطق الكثافة السكانية، والعناصر المشتبه بها. وأسفرت تلك الحملات عن ضبط كميات من الأسلحة غير المرخصة، ومشتبه بهم على صلة بنشاطات مشبوهة، مما ساهم في تفريغ البيئة الأمنية من أي تهديدات محتملة.
لم تكن الحملات عشوائية، بل تم التخطيط لها بناءً على معلومات استخباراتية دقيقة، ضمن سياسة الضربات الاستباقية التي أصبحت عنوان المرحلة. هذا النهج الجديد يؤكد أن أجهزة الأمن لا تنتظر وقوع الحادث، بل تمنعه من الأساس.
التقنية الحديثة في خدمة الأمن
وفي سابقة لافتة، تم استخدام تقنيات حديثة غير مسبوقة هذا العام، أبرزها أجهزة المسح الذكي المحمولة، وكاميرات متحركة تعمل بالذكاء الاصطناعي لرصد الوجوه وتحليل السلوك، وكشف أي تحركات مريبة في محيط الكنائس. وتم التنسيق مع غرف عمليات مركزية على مدار الساعة، مرتبطة مباشرة بوزير الداخلية وغرف العمليات بالمحافظات.
تحية لكل من لم نرَ وجهه ولكن شعرنا بأمانه
هذه المنظومة الأمنية المتكاملة، ليست مجرد تعليمات ولا مجهودات فردية، بل هي نتاج عقيدة أمنية جديدة، تؤمن بأن “أمن المواطن فوق كل اعتبار”، وأن المصري، مسلمًا كان أو مسيحيًا، من حقه أن يصلي ويحتفل ويعيش في أمان.
نقولها بصوت عالٍ: شكرًا لوزارة الداخلية، شكرًا لمديريات الأمن، شكرًا لكل جندي مجهول كان يراقب من بعيد، ليطمئن قلب الوطن