
في عالم الاستثمار الرقمي، حيث الفرص الوهمية تتخفى وراء شعارات براقة، برزت منصة FBC كإحدى أبرز الأسماء التي جذبت آلاف المستثمرين الساعين لتحقيق أرباح خيالية. ولكن خلف الستار، كانت الحقيقة مختلفة تمامًا. اليوم، يسقط المزيد من الضحايا بين موتى ومصابين بجلطات وصدمات عصبية، بعد أن انهارت المنصة وابتلعت أموال المشتركين، ليصبح الحلم كابوسًا يلاحق الجميع.
الطريق إلى الفخ: كيف توسعت FBC؟
بحسب تصريحات نانسي، التي تابعت نشاط المنصة منذ البداية، فإن FBC استخدمت استراتيجية توسع قائمة على عدة عوامل:
- 1. وعود بعوائد ضخمة: كانت المنصة تغري المشتركين بعوائد تتجاوز أي منطق اقتصادي، مما دفع كثيرين لضخ مدخراتهم دون تدقيق.
- 2. نظام التسويق الهرمي: توسعت المنصة بسرعة من خلال دعوات الأعضاء لمزيد من المشاركين، مما عزز الفقاعة الاستثمارية.
- 3. إعلانات مضللة: انتشرت حملات ترويجية تزعم أن كبار المستثمرين يحققون أرباحًا خيالية، بينما في الواقع كانت الأموال تُعاد توزيعها بين المشتركين في مراحلها الأولى فقط.
- 4. غياب الشفافية: لم تكن هناك بيانات واضحة عن كيفية تحقيق الأرباح، لكن الطمع والخوف من ضياع الفرصة دفع كثيرين للاستثمار دون تفكير.
عواقب كارثية.. ضحايا بالمئات وربما أكثر
بعد انهيار المنصة، بدأت تظهر تداعيات مأساوية على حياة الضحايا، حيث سجلت حالات كثيرة من الإصابة بالجلطات القلبية والدماغية نتيجة الصدمة النفسية للخسائر الكبيرة. كما أصيب آخرون بانهيارات عصبية حادة، خاصة بعد أن فقدوا مبالغ طائلة كانوا يعولون عليها في تحسين حياتهم.
تشير التقديرات إلى أن عدد المتضررين يفوق عشرات الآلاف، بعضهم فقد كل ما يملك، وآخرون وجدوا أنفسهم ملاحقين بالديون بعد اقتراض أموال للاستثمار في المنصة.
ضحايا يتحدثون: “كنا نعيش في وهم”
يروي أحد الضحايا، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، تجربته قائلاً:
“في البداية، كنت أحقق أرباحًا بسيطة، لكن عندما ضاعفت استثماري، اختفت المنصة فجأة. خسرت أكثر من 500 ألف جنيه، وأصبحت غير قادر على دفع التزاماتي، مما أثر على حالتي الصحية.”
ضحايا آخرون لم يكن لديهم خيار سوى اللجوء إلى العلاج النفسي، حيث أصيب البعض بنوبات هلع واكتئاب حاد، بعد أن انهارت أحلامهم في تحقيق الثروة بين ليلة وضحاها.
مطالبات بالتحقيق.. ولكن متى يأتي الرد؟
مع تصاعد الأزمة، يطالب الضحايا بفتح تحقيق رسمي حول المنصة، ومعرفة الجهة التي تقف وراءها، خاصة أنها استقطبت مستثمرين من مختلف الفئات، بمن فيهم متقاعدون وضعوا كل مدخراتهم في هذا المشروع. لكن حتى الآن، لم تصدر أي تصريحات رسمية توضح موقف السلطات من هذه الكارثة المالية.
الخلاصة: درس قاسٍ في الاستثمار الرقمي
ما حدث مع FBC ليس الأول، وربما لن يكون الأخير، لكنه يؤكد مجددًا أن الاستثمار الرقمي يحتاج إلى وعي وتدقيق قبل الانجرار خلف وعود الأرباح السريعة. وبينما يبحث الضحايا عن مخرج من أزمتهم، يبقى السؤال مفتوحًا: من المسؤول عن سقوط كل هؤلاء في هذا الفخ؟