
في ظلام الإسكندرية، عاش بين الناس، لم يكن مريبًا في مظهره، ولم يكن معروفًا بين جيرانه، لكنه كان يخفي سرًا أشد ظلامًا من أي كابوس.. إنه “سفاح المعمورة”، القاتل المتسلسل الذي استدرج ضحاياه إلى شقته ليحولها إلى مقبرة سرية، حيث تُسلب الأرواح وتُدفن في صمت.
حياته المزدوجة.. رجل هادئ في العلن، شيطان في الخفاء
لم يكن هذا السفاح مجرد قاتل، بل كان ممثلًا بارعًا، يعيش حياته بطريقة طبيعية تمامًا، يتعامل مع جيرانه بلطف، يتجول في الشوارع بلا قلق، يبتسم في وجه البقال والميكانيكي ورجل الأمن، لكنه في الليل، خلف أبواب شقته المغلقة، يتحول إلى كائن متوحش لا يعرف الرحمة. كان ينتقل من مكان لآخر، يستأجر الشقق الأرضية فقط، ليس لأنها أرخص أو أسهل في السكن، بل لأنها جزء من مخططه الجهنمي.. شقته ليست مجرد مأوى، بل هي مصيدة موت، والغرفة ليست غرفة معيشة، بل حفرة لدفن الأرواح!
نشأته.. بذور العنف التي صنعت وحشًا!
تشير التحقيقات الأولية إلى أن القاتل نشأ في بيئة مضطربة، حيث تعرض لعنف شديد في طفولته، واعتاد مشاهدة القسوة بلا أي رد فعل. لم يكن إنسانًا طبيعيًا منذ البداية، بل كان مشروع قاتل يتطور بصمت، حتى حانت لحظة الانفجار. بدأ حياته كأي شخص عادي، لكنه سرعان ما انجرف إلى عالم الجريمة، وأصبح لديه هوس بالقتل، كأنه إدمان لا يستطيع السيطرة عليه. لم تكن دوافعه واضحة.. لم يكن يقتل من أجل المال، ولم تكن ضحاياه من فئة معينة، بل كان يستمتع برؤية الحياة وهي تُسلب أمامه، وكأن الدماء هي وقوده الوحيد!
كيف وقع في قبضة العدالة؟
ظل هذا الوحش البشري متخفيًا لسنوات، يتنقل من شقة لأخرى، يدفن جثث ضحاياه تحت بلاط الأرض، ويعيش فوقهم كأن شيئًا لم يحدث. لكن الغرور كان سبب سقوطه. في جريمته الأخيرة، أخطأ.. أحد الضحايا كان شخصًا له معارف، وعندما اختفى فجأة، بدأت الأسئلة تتزايد، وبدأت الشكوك تحيط بالشقة الأخيرة التي استأجرها القاتل. البلاغات انهالت على الشرطة، وعندما اقتحم رجال الأمن المكان، لم يجدوا فقط جثة واحدة، بل اكتشفوا ما يشبه مقبرة جماعية، حيث كانت الأرض تخفي بقايا ضحايا آخرين، بعضهم قد تحلل بالفعل!
اعترافاته.. أبواب الجحيم تفتح من جديد!
بعد القبض عليه، لم يكن خائفًا، بل تحدث بثبات مرعب، وكأنه لم يرتكب أي خطأ. قال إنه لم يشعر بأي ندم، وإنه لم يكن يقتل من أجل المال أو الانتقام، بل لأنه أحب القتل! اعترافاته فتحت الباب أمام تحقيقات جديدة، فهناك احتمالات أن يكون له شركاء، أو أن تكون هناك شقق أخرى تحولت إلى مسارح جريمة لم تُكشف بعد.
ما زالت التحقيقات جارية، وما زال الرعب يسيطر على الجميع.. “سفاح المعمورة” قد سقط، لكن هل هو وحده، أم أن هناك المزيد من الوحوش التي لم يُكشف عنها بعد؟!