عاجلمقالات

حسين محمود يكتب: “حفلات الخبط” حين تتحول الديسكوهات إلى أوكار للمخدرات الرقمية وحبوب البلاط

تُشكل حفلات “الخبط” اليوم مشهدًا مقلقًا لظاهرة جديدة تجمع بين نوعين من الإدمان المدمر: المخدرات التقليدية مثل حبوب “البلاط” والمخدرات الرقمية، وهي تجربة سمعية تهدف إلى محاكاة تأثير المخدرات عبر الترددات الصوتية. ما كان يُعتقد أنه نوع من “الموسيقى الترفيهية” تحول إلى أداة للهروب، وسط غياب الرقابة وتغاضي المجتمع عن هذا الخطر.

 

المخدرات الرقمية… العالم الافتراضي للإدمان

 

المخدرات الرقمية تعتمد على تكنولوجيا الترددات الثنائية (Binaural Beats)، حيث يتم تشغيل تردد معين في الأذن اليمنى وتردد مختلف في الأذن اليسرى. الفرق بين الترددين يخلق تأثيرًا في الدماغ يشبه تأثير المخدرات التقليدية.

 

كيف تعمل؟

 

ترددات معينة تُحفز موجات الدماغ على الدخول في حالات معينة، مثل الاسترخاء أو النشوة أو الإثارة.

 

تُستخدم سماعات رأس عالية الجودة للحصول على التأثير الكامل.

 

تباع هذه الملفات الصوتية على الإنترنت أو يتم تشغيلها في حفلات “الخبط”.

 

 

حفلات “الخبط”… مرتع للإدمان

 

حفلات “الخبط”، التي تُقام في أماكن محددة كالديسكوهات والنوادي الليلية، باتت تجمع بين تعاطي المخدرات التقليدية وسماع المخدرات الرقمية. أحد الحاضرين، الذي طلب عدم ذكر اسمه، قال:

“الدي جي في الحفلات بقى يلعب ترددات معينة جنب الموسيقى العادية. الناس بتبقى مش في وعيها بسبب البلاط، ولما تسمع الترددات دي، بتدخل في حالة غريبة.”

 

لماذا أصبحت المخدرات الرقمية شائعة في هذه الحفلات؟

 

  1. 1. سهولة الوصول: لا تتطلب مواد كيميائية أو أدوات معقدة، بل يمكن تنزيلها بسهولة من الإنترنت.

 

 

  1. 2. “شرعية” مزعومة: لا تُعتبر المخدرات الرقمية غير قانونية، مما يجعلها خيارًا آمنًا ظاهريًا.

 

 

  1. 3. تعزيز التأثير: تُستخدم المخدرات الرقمية جنبًا إلى جنب مع المخدرات التقليدية لتعزيز تأثيرها.

 

 

 

حبوب “البلاط”… الموت البطيء

 

إلى جانب المخدرات الرقمية، تنتشر حبوب “البلاط” بشكل واسع في هذه الحفلات. وهي مخدر اصطناعي يتميز بتأثيره السريع والمدمر.

 

آثار حبوب البلاط:

 

فقدان السيطرة على الجسم.

 

هلوسات سمعية وبصرية قوية.

 

انهيار تام للجهاز العصبي مع الاستخدام المتكرر.

 

الإدمان السريع.

 

 

شهادة حية:

“ريم”، شابة حضرت إحدى هذه الحفلات، تقول:

“أول مرة حضرت حفلة خبط، قالوا لي جربي البلاط ومعاه موسيقى معينة هتحسسك بحاجة عمرك ما جربتها. فعلاً حسيت بحاجة غريبة، بس بعدها قعدت أيام مش عارفة أرجع لطبيعتي.”

 

الانتشار الواسع… والتواطؤ الصامت

 

الغريب أن هذه الحفلات تُقام في أماكن معروفة للجميع، وتروج لها عبر مواقع التواصل الاجتماعي. الأماكن المخصصة أصبحت شبه علنية، وسط غياب الرقابة الأمنية الكافية.

 

“علي”، أحد رواد هذه الحفلات، يقول:

“كل الناس عارفة فين الديسكوهات اللي بتعمل حفلات خبط. الموضوع بقى عادي، ومفيش حد بيتحرك يمنع ده.”

 

المسؤولية على عاتق من؟

 

  1. 1. الجهات الأمنية:

 

يجب مراقبة الديسكوهات والنوادي الليلية بشكل أكثر صرامة.

 

تنظيم حملات مداهمة مفاجئة للقبض على المتورطين في نشر المخدرات.

 

 

  1. 2. وزارة الصحة والتعليم:

 

إطلاق حملات توعية واسعة النطاق عن مخاطر المخدرات الرقمية وحبوب البلاط.

 

إدخال برامج توعوية في المدارس والجامعات.

 

 

  1. 3. الأسر والمجتمع:

 

مراقبة سلوك الشباب عن كثب.

 

فتح حوار مع الأبناء لتوعيتهم بخطر هذه الحفلات.

 

 

نداء عاجل للمسؤولين

 

حفلات “الخبط” ليست مجرد تجمعات شبابية، بل قنبلة موقوتة تهدد مستقبل الأجيال. الجمع بين المخدرات الرقمية وحبوب البلاط يعزز تأثير الإدمان بشكل غير مسبوق.

 

على الجهات المعنية التحرك سريعًا لإغلاق الأماكن التي تُقام فيها هذه الحفلات ومعاقبة القائمين عليها. التأخر في معالجة هذه الظاهرة يعني ترك الشباب فريسة للإدمان ولحالات صحية ونفسية مدمرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى