
لا تزال جماعة الإخوان الإرهابية تستخدم منصات التواصل الاجتماعي كسلاح رئيسي في حربها ضد الدولة المصرية، عبر نشر الأكاذيب، وتزييف الحقائق، وإثارة الفتن بين المواطنين. فكلما هدأت الأوضاع، تسعى هذه الجماعة إلى خلق حالة من الجدل المصطنع، متخذة من الشائعات أداة لضرب الاستقرار وبث الشكوك في مؤسسات الدولة، غير عابئة بحجم الفوضى التي قد تخلفها دعايتها المضللة.
وفي الأيام الأخيرة، لجأت الجماعة إلى أساليبها المعتادة، من خلال الترويج لشائعات كاذبة، أبرزها قصة “شاب الدقهلية” والادعاءات الزائفة حول ما أسموه “مظلومية خط ساحل سليم”. إلا أن الأجهزة الأمنية، كعادتها، تصدت لهذه الأكاذيب وكشفت حقيقتها، مؤكدين أن ما يتم الترويج له ليس إلا محاولة يائسة لضرب الثقة بين الشعب ودولته.
شائعة شاب الدقهلية.. تزييف متعمد للواقع
منذ أيام، انتشرت عبر منصات تابعة للإخوان شائعة مفادها أن هناك شابًا من محافظة الدقهلية تعرض للاعتقال والاعتداء دون وجه حق، مصحوبة بمقاطع فيديو زُعم أنها دليل على الواقعة. إلا أن الحقيقة التي كشفتها وزارة الداخلية كانت مغايرة تمامًا.
الشاب المذكور لم يكن ضحية، كما ادعت الجماعة الإرهابية، بل كان متورطًا في عدة قضايا جنائية، وتم القبض عليه وفقًا للإجراءات القانونية المتبعة. لكن كعادة الإخوان، استغلت الواقعة، وقامت بقص ولصق مشاهد مجتزأة، وفبركة تصريحات زائفة، لتحويل الأمر إلى قضية رأي عام مضللة، بهدف تشويه صورة مؤسسات الدولة.
خط ساحل سليم.. أكذوبة جديدة في مسلسل التحريض
لم تكتفِ الجماعة بهذه الشائعة، بل حاولت استغلال قضية أخرى، حيث روجت لمنشورات ومقاطع فيديو مفبركة تزعم وقوع انتهاكات بحق مواطنين في منطقة “خط ساحل سليم”، مدعية أن الدولة تتعمد التضييق على الأهالي.
وبمراجعة هذه الادعاءات، تبين أنها جزء من حملة دعائية مكثفة، تتعمد تزييف المشهد وتصويره على أنه انتهاك لحقوق المواطنين، رغم أن المشروعات التنموية التي تُنفذ في هذه المنطقة تصب في مصلحة السكان، ولا تمس حقوقهم. وتأكدت الجهات المعنية من أن الفيديوهات التي تم تداولها قد جرى التلاعب بها، واستخدام مشاهد قديمة أو مجتزأة لإثارة الغضب الشعبي.
كيف تتصدى الدولة لحرب الشائعات؟
على مدار السنوات الماضية، أدركت الدولة المصرية أهمية مواجهة الشائعات بحزم وشفافية. ومن هنا، لعبت وزارة الداخلية دورًا محوريًا في كشف زيف الحملات التحريضية، من خلال إصدار بيانات رسمية، مدعومة بالأدلة والحقائق، لتفنيد الأكاذيب قبل أن تتمدد وتنتشر بين المواطنين.
وفي إطار ذلك، أطلقت الجهات الرسمية مبادرات توعوية، بهدف رفع درجة الوعي لدى المواطنين، وحثهم على التحقق من صحة المعلومات قبل تصديقها أو إعادة نشرها، خاصة في ظل انتشار الأخبار الكاذبة بوتيرة متسارعة عبر منصات التواصل الاجتماعي.
لماذا تلجأ الإخوان إلى فبركة الفيديوهات؟
تعتمد الجماعة الإرهابية على فبركة الفيديوهات، لأنها تدرك جيدًا تأثير الصورة في تكوين الرأي العام. فبعد أن فقدت أي وجود حقيقي داخل مصر، لم يعد أمامها سوى اللجوء إلى التضليل الإعلامي، مستغلة المنصات الرقمية في نشر روايات زائفة تهدف إلى تشويه الحقائق وإثارة الغضب الشعبي.
ومع تطور التقنيات الحديثة، بات من السهل التلاعب بالمحتوى الرقمي، وإنتاج مقاطع فيديو مزيفة، تبدو وكأنها حقيقية. إلا أن الأجهزة الأمنية، بالتعاون مع المؤسسات الإعلامية الوطنية، استطاعت فضح هذه الأساليب وكشف حقيقتها أمام الرأي العام.
الإعلام الوطني.. خط الدفاع الأول ضد الأكاذيب
لا شك أن الإعلام المصري لعب دورًا رئيسيًا في التصدي لحرب الشائعات، حيث قام بتقديم الحقائق أولًا بأول، وتعريف المواطنين بحجم المخاطر التي تحيط بالبلاد نتيجة الدعاية المضللة التي تنشرها الجماعة الإرهابية.
وفي هذا السياق، أصبحت الصحافة الوطنية، والإعلام المرئي والمسموع، أكثر يقظة تجاه مخططات التشويه، من خلال رصد الأكاذيب والرد عليها بحقائق موثقة، وهو ما ساهم في إفساد العديد من الحملات التحريضية قبل أن تحقق أهدافها.
الوعي المجتمعي.. السلاح الأقوى لمواجهة التضليل
إدراك المواطن لحقيقة ما يُبث عبر وسائل الإعلام المشبوهة بات أحد أهم عوامل إفشال مخططات الجماعة الإرهابية. فالمصري اليوم أصبح أكثر وعيًا بطرق تزييف الحقائق، ولم يعد ينخدع بالمحتوى المضلل الذي يُروج له عبر منصات مشبوهة.
ومن هنا، فإن مواجهة حرب الشائعات لا تتوقف فقط عند دور الأجهزة الأمنية والإعلام، بل تمتد إلى مسؤولية كل مواطن في التحقق من صحة المعلومات، وعدم السماح للمغرضين باستغلاله كأداة لنشر الفوضى.
ختامًا.. الحقيقة ستنتصر دائمًا
رغم كل المحاولات الفاشلة لجماعة الإخوان الإرهابية، ورغم استخدامهم لكل الأساليب المشبوهة في حربهم الإعلامية ضد مصر، ستظل الحقيقة أقوى من الأكاذيب. فالدولة المصرية، بشعبها الواعي وأجهزتها القوية، قادرة على إحباط أي مخطط يستهدف استقرارها، وستبقى معركة الوعي هي الحصن الأول في مواجهة التضليل والتزييف.