
في مشهد استثنائي يترجم مبدأ العدالة الناجزة إلى واقع ملموس، أصدرت محكمة جنايات دمنهور حكمها بالمؤبد على المتهم في واقعة الاعتداء البشعة على طفل البحيرة، وذلك من أول جلسة، لتسطر صفحة جديدة في سجل سرعة العدالة وحسمها، بعد أيام معدودة فقط من وقوع الجريمة التي هزت مشاعر الشارع المصري.
تفاصيل الجريمة الصادمة
الجريمة وقعت في إحدى قرى مركز إيتاي البارود بمحافظة البحيرة، حين تجرّد شاب في العقد الثالث من عمره من إنسانيته، وارتكب جريمة تقشعر لها الأبدان باعتدائه على طفل لم يتجاوز عامه السابع، في أثناء توجهه لشراء حلوى من المتجر القريب.
الطفل، والذي كان يرتدي زيّ “سبايدر مان” الشهير، استُدرِج من قبل المتهم إلى أحد الأماكن المهجورة، وهناك تم الاعتداء عليه بوحشية. وعقب الجريمة، نجح الأهالي في ضبط المتهم وتسليمه لقوات الأمن التي باشرت التحقيقات على الفور.
المحاكمة.. وظهور “سبايدر مان” في القاعة
في مشهد مؤثر ومؤلم في آنٍ واحد، دخل الطفل قاعة المحكمة مرتديًا بدلته الحمراء والزرقاء، مستعيدًا شجاعته في مواجهة الشخص الذي سرق منه براءته. وقف أمام القاضي، وأشار إلى المتهم دون تردد: “هو ده اللي عمل فيا كده”.
المتهم أنكر الاتهام قائلاً بصوت خافت: “معملتش حاجة”، لكن الأدلة الفنية وشهادة الطفل، وتقارير الطب الشرعي، جميعها كانت كفيلة بأن تكتب نهايته القانونية.
الحكم.. عدالة من أول جلسة
لم تحتج المحكمة لأكثر من جلسة واحدة. فمع توافر الأدلة القاطعة وتكامل أركان القضية، أصدرت حكمها بالسجن المؤبد على المتهم، في رسالة واضحة بأن الدولة لا تتهاون مع من يعتدي على الأطفال، وأن العدالة يمكن أن تكون سريعة دون المساس بالضمانات القانونية.
ردود فعل واسعة.. وثقة في القضاء المصري
قوبل الحكم بترحيب واسع من الأهالي ومنظمات حقوق الطفل، الذين اعتبروه انتصارًا جديدًا للعدالة الناجزة، ورسالة ردع لكل من تسوّل له نفسه المساس بالأطفال.
كلمة أخيرة
في زمن تتسارع فيه الأحداث، وتعلو فيه الأصوات المطالبة بالحسم، جاءت هذه القضية لتؤكد أن العدالة في مصر ليست فقط نزيهة، بل ناجزة أيضًا، حين تتوفر الإرادة القانونية، وتتكامل جهود الأمن والقضاء والنيابة.