عاجلمقالات

حسين محمود يكتب: الإنترنت ليس غابة.. لكنه أخطر منها!

في عصرٍ أصبح فيه الإنترنت جزءًا لا يتجزأ من حياتنا، لم يعد التهديد يقتصر على الفيروسات الإلكترونية أو الاختراقات المالية فحسب، بل ظهرت كائنات أكثر رعبًا تتربص بنا خلف الشاشات، تتخفى في صورٍ براقة وكلماتٍ مطمئنة، لكنها في الواقع وحوشٌ رقمية تتغذى على بياناتنا، أسرارنا، وحتى أرواحنا النفسية. فكيف تحمي نفسك قبل أن تقع في الفخ؟

 

  1. 1. المفترسون الرقميون: من هم؟

 

وحوش الإنترنت ليسوا مجرد قراصنة يبحثون عن حسابك البنكي، بل هم أنواع مختلفة من التهديدات، مثل:

 

المحتالون السيبرانيون: ينسجون خدعًا متقنة للإيقاع بك، سواء عبر رسائل البريد الإلكتروني الوهمية أو العروض المغرية المزيفة.

 

المتصيدون (الترولز): أشخاص يستمتعون بإثارة الفتن والتنمر الإلكتروني، مما قد يدمر صحتك النفسية.

 

المبتزون الإلكترونيون: يخترقون خصوصيتك ثم يطالبونك بفدية مقابل عدم نشر أسرارك.

 

المحتالون العاطفيون: يتخفون خلف شخصيات مزيفة لإيقاع الضحايا في فخ الحب الوهمي، ثم يستغلونهم ماليًا أو نفسيًا.

 

الذكاء الاصطناعي المفترس: خوارزميات تراقب سلوكك، تجمع بياناتك، ثم تستغلها للتلاعب بك نفسيًا وإدمانك على المحتوى.

 

  1. 2. أسلحة الدفاع الرقمي: كيف تبقى آمنًا؟

 

أولًا: الحذر الرقمي وليس الذعر

 

لا تكن ساذجًا، لكن لا تعش في خوفٍ دائم. تعامل مع كل رسالة، رابط، أو شخص جديد على الإنترنت بشيءٍ من الشك المنطقي.

 

ثانيًا: لا تكن فريسة سهلة – احمِ بياناتك

 

لا تشارك معلوماتك الشخصية على مواقع التواصل، حتى لو بدت الأسئلة بريئة (“ما اسم أول حيوان أليف لك؟”).

 

استخدم كلمات مرور معقدة، وقم بتغييرها دوريًا.

 

فعّل المصادقة الثنائية (2FA) لحماية حساباتك.

 

احذر من تطبيقات الطرف الثالث التي تطلب صلاحيات غير ضرورية.

 

ثالثًا: ذكاء الاصطناعي ضد الذكاء الاصطناعي

 

بما أن الشركات تستخدم الذكاء الاصطناعي لجمع بياناتك، استخدم نفس السلاح لحماية نفسك:

 

استخدم أدوات فحص الروابط والمواقع الضارة.

 

استعن ببرامج حماية تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتأمين بياناتك.

 

تابع التحديثات الأمنية أولًا بأول.

 

 

رابعًا: لا تترك أثرك وراءك

 

استخدم متصفحات تحترم الخصوصية مثل Brave أو Tor.

 

امسح سجل التصفح والكوكيز دوريًا.

 

لا تثق بالخدمات “المجانية”، فالثمن غالبًا هو بياناتك.

 

 

خامسًا: لا تثق بسهولة.. حتى في نفسك

 

العديد من الضحايا كانوا يظنون أنهم أذكياء بما يكفي لعدم الوقوع في الفخ، لكن الثقة الزائدة قد تكون سلاحًا ضدك. تذكر أن الجميع معرض للخداع، لذا التزم بالحذر دائمًا.

 

  1. 3. عندما تقع الفريسة.. كيف تهرب؟

 

إذا تعرضت لأي نوع من الاحتيال أو الابتزاز:

 

لا تستجب للمبتز تحت أي ظرف.

 

اجمع الأدلة (لقطات شاشة، رسائل، أي بيانات تثبت التهديد).

 

أبلغ السلطات المختصة فورًا، مثل جرائم الإنترنت في بلدك.

 

استعن بخبير تقني لمساعدتك في تأمين حساباتك وإزالة أي برامج تجسس.

 

 

الخاتمة: الإنترنت ليس غابة.. لكنه أخطر منها!

 

الخطر الحقيقي في الإنترنت ليس مجرد الاختراقات، بل استغلال العقل البشري نفسه. إن كنت تعتقد أنك محمي لمجرد أنك تملك مضاد فيروسات، فأنت واهم. الحماية تبدأ من وعيك، لأن أقوى سلاح تمتلكه ضد وحوش الإنترنت هو عقلك المتيقظ وذكاؤك الرقمي. فهل أنت مستعد للدفاع عن نفسك، أم ستصبح الفريسة القادمة؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى