نعى الفنان حسين الجسمي شقيقه جمال الذي رحل عن عالمنا منذ أيام بكلمات مؤثرة، حيث كتب منشورًا مطولا عبر حسابه الرسمي بموقع إكس قال فيه: “فراق الأخ الشقيق يشبه السهم الذي يخترق القلب ويترك جرحًا عميقًا لا يندمل بسهولة. إنها خسارة تجرد الروح من جزء أساسي من وجودها. من أقسى اللحظات هي لحظة وداع شقيقي جمال، الشخص الذي كان روح الحياة وأساسها.”
شقيق حسين الجسمي
وأضاف:”حين أتذكرك يا جمال، تعتريني مشاعر مختلطة من الفرح والحزن. كنا نضحك كثيرًا، وكانت أيامنا مليئة بالمرح والسعادة. لن أنسى تلك الأمسيات التي قضيناها بلعب الورق، ومزاحنا وضحكاتنا التي كانت تملأ الأجواء. ورحلات الصيد، يا لها من ذكريات جميلة! كنا نصطاد السمك في رحلات “الحداق”، نستمتع بجمال الطبيعة وسكينة البحر.. تلك الأوقات كانت تمنحنا سعادة لا مثيل لها، تبني بيننا روابط لا يمكن أن يفصلها الزمن أو المسافات. كنا نسافر معًا، ونتبادل الأحاديث على الطريق، نتخطى الصعوبات معًا ونتقاسم النجاح. كنت دائمًا نعم السند ونعم الأخ، قوتك ومعنوياتك العالية كانت تدفعني دائمًا للأمام. ليس من السهل عليّ أن أكتب عنك بصيغة الماضي”.
وتابع حسين الجسمي: “جمال. وجودك كان جزءًا لا يتجزأ مني، والذكريات الجميلة تمنحني بعض العزاء. لن أنسى ذكرياتنا ونحن صغار، وأنت تعلمني الملاكمة على جدار المنزل. ولن أنسى أسرار الطفولة من لعب وإزعاج للجيران، كانت أيامًا مليئة بالضحك والمغامرات. لا أزال أراك أمامي: ضحكتك الجميلة والدائمة التي كانت تضيء حياتنا. كنت محبًا للمسابيح، وصوت حركتها بين أصابعك لا يزال عالقًا في ذاكرتي. كم مرة طلبت منك أن تتوقف عن تلمسها لأن الصوت كان يزعجني، فترد مازحًا “خلاص mute”، وتضحك ضحكتك الجميلة التي لا تنسى”.
واكمل “في غيابك، افتقدك البحر والمسرح والشباب المحبين والأصدقاء. وبالتأكيد نحن، عائلتك، نفتقدك بكل ما أوتينا من حب وحنين. كنت جميلًا في كل شيء، وكان لاسمك نصيب في روحك وابتسامتك وتعاملك ولطفك. كنت طيب الذكر وسيرتك الطيبة مشهود بها من الجميع”.
واستطرد كنت جنديًا قويًا ومحاربًا، نفخر بك ويفخر بك وطنك وأهلك. لقد كنت رمزًا للشجاعة والتضحية، وسوف تظل ذكراك حية بيننا إلى الأبد. رحلت، لكن روحك باقية معنا، تمنحنا السكينة والقوة لنواجه الحياة أنا وإخوانك وأخواتك وأبنائك وأسرتك بدونك. أدعو الله أن يتغمدك برحمته ويسكنك فسيح جناته، وأن يجمعنا بك في مستقر رحمته. ونحن ندعو الله أن يكون صبرك وتحملك للمرض حسنات لك وكفّارة لك ورفعة في الدرجات وخيرًا لآخرتك. يقول الله تعالى في كتابه الكريم: **”وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ”** (البقرة: 155-156).
واختتم حسين الجسمي قائلا: “ستظل حيًا في قلبي وذاكرتي يا شقيقي وصديقي العزيز، وتلك الذكريات ستبقى نافذة أطلّ منها على روحك. توقيع: خوك حسين”.