عاجلمنوعات

حساسية الألبان| الأعراض والتعامل والعلاج

كتبت- نانا إمام

يعاني بعض الأطفال الرضع من مشكلات صحية قد تبدو بسيطة في البداية، مثل المغص المستمر، الإسهال المزمن، أو الطفح الجلدي الذي لا يختفي بسهولة، هذه الأعراض قد تكون مؤشرًا على حالة أكثر تعقيدًا تُعرف بـ “حساسية الألبان”، وهي واحدة من أكثر أنواع حساسية الطعام شيوعًا.

 

يقول د. محمود كامل، استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة، أن حساسية الألبان تحدث نتيجة تفاعل الجهاز المناعي للأطفال مع بروتينات الحليب البقري، وقد تتطور الأعراض عند تناول منتجات الحليب مباشرة أو حتى بشكل غير مباشر، مثلما يحدث عند تناول الأم المرضعة للحليب ومنتجاته.

 

هذه الحالة تظهر في صورة أعراض هضمية مثل المغص الشديد، القيء المستمر، أو الإسهال المزمن، بالإضافة إلى أعراض عامة مثل الطفح الجلدي المزمن أو تورم الشفاه والفم.

 

التشخيص الطبي

وتشخيص حساسية الألبان قد يكون صعبًا بسبب تشابه أعراضها مع مشكلات صحية أخرى، فهناك فريق من الأطباء قد يتجاهل احتمال الحساسية، بينما يميل فريق آخر إلى نسب أي عرض عند الطفل إلى حساسية الألبان، هذا التناقض يؤدي إلى إرهاق الأهل نفسيًا وماديًا، كما قد يحرم الأمهات المرضعات من تناول الحليب ومنتجاته الضرورية لصحتهن.

 

ووفقًا للتوصيات الطبية، يعتمد التشخيص على تقييم الأعراض باستخدام نظام “الدرجات المرتكزة على الأعراض” (Symptoms-Based Score)، حيث يُمنع الحليب ومنتجاته عن الطفل لمدة شهر، وإذا تحسنت الأعراض، يتم تأكيد التشخيص، إذا لم تتحسن الأعراض، يتم البحث عن أسباب أخرى دون الاستمرار في الربط غير المبرر بالحساسية.

 

ماذا بعد التشخيص؟

وإذا كان الطفل يرضع طبيعيًا، يجب على الأم الامتناع عن تناول الحليب ومنتجاته لتجنب انتقال مسببات الحساسية إلى الطفل عبر الرضاعة، أما في حالة الرضاعة الصناعية، يتم استبدال الحليب بتركيبات خاصة، إما تعتمد على بروتينات متكسرة أو حليب فول الصويا، مع ملاحظة أن الخيار الأخير ليس مناسبًا للأطفال دون سن 6 أشهر.

 

حساسية الألبان واللاكتوز

ويشير الطبيب إلى أن هناك خلط شائع بين حساسية الألبان وعدم تحمل اللاكتوز، فالأولى هي رد فعل مناعي تجاه بروتين الحليب، بينما الثانية هي مشكلة في هضم سكر الحليب (اللاكتوز) ولا ترتبط بالجهاز المناعي.

حساسية الألبان غالبًا ما تكون موجودة منذ الولادة، بينما عدم تحمل اللاكتوز يحدث بعد نزلة معوية أو إصابة بالأمعاء.

 

أمل في الشفاء

لحسن الحظ، يتعافى معظم الأطفال من حساسية الألبان بين عمر سنتين وثلاث سنوات، وبعد عام من منع الحليب، يمكن إدخاله تدريجيًا للتأكد من تحسن الحالة.

 

ومن المهم التأكيد على أن الطفل المصاب بحساسية الألبان لا يحتاج إلى منع أي أطعمة أخرى ما لم يكن هناك تشخيص لحساسية متعددة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى