عاجلمنوعات

تأثير التهاب الغدد العرقية القيحي على الصحة النفسية وكيفية التعايش معه

كتبت- نانا إمام

التهاب الغدد العرقية القيحي (HS) ليس مجرد مرض جلدي يؤثر على مناطق معينة من الجسم، بل هو حالة مزمنة تترك آثارًا عميقة على الصحة النفسية والاجتماعية للمصابين به. يتجاوز هذا المرض حدود الجلد، ليفرض تحديات يومية تتراوح بين الألم الجسدي والإحراج الاجتماعي، وصولًا إلى الاضطرابات النفسية التي تؤثر على جودة الحياة بشكل عام.

 

فيعاني المصابون بالتهاب الغدد العرقية القيحي من ضغوط نفسية كبيرة، تبدأ من الشعور بالإحراج بسبب مظهر الجلد المصاب، وتصل إلى الاكتئاب والقلق بسبب الألم المزمن والتأثير السلبي للمرض على الحياة اليومية. تخيل أن أبسط الأمور، مثل اختيار الملابس أو المشاركة في الأنشطة الاجتماعية، تتحول إلى تحديات مرهقة بسبب الخوف من تفاقم الأعراض أو التعرض لنظرات الآخرين، وفقًا لموقع “Cleveland Clinic” الطبي.

 

التوتر والالتهاب الغدد العرقية دائرة مفرغة تزيد من حدة المعاناة

تشير الأبحاث الطبية إلى وجود علاقة وثيقة بين التوتر والتهاب الغدد العرقية القيحي. فالمرض نفسه يسبب توترًا نفسيًا بسبب الألم والأعراض المزعجة، وهذا التوتر بدوره يزيد من حدة الالتهاب، مما يخلق حلقة مفرغة تزيد من معاناة المرضى.

 

كما أكدت الدكتورة باتريزيا فيسكونتي، أخصائية الأمراض الجلدية، إن التوتر غالبًا ما يكون أحد العوامل المحفزة لنوبات التهاب الغدد العرقية القيحي، خاصة في المراحل المبكرة من المرض أو عند تفاقم الأعراض.

 

استراتيجيات للتعامل مع التوتر وتحسين جودة الحياة

في مواجهة هذا التحدي المزدوج، يقدم الخبراء مجموعة من الاستراتيجيات التي يمكن أن تساعد المصابين بالتهاب الغدد العرقية القيحي على التعامل مع التوتر وتحسين جودة حياتهم:

 

خطة علاجية شاملة: التعاون مع الطبيب المعالج لوضع خطة علاجية مخصصة تتضمن العلاجات الدوائية والجراحية، بالإضافة إلى استراتيجيات للتعامل مع الألم والتوتر.

 

الدعم النفسي والاجتماعي: الانضمام إلى مجموعات الدعم أو الحصول على استشارات نفسية للتغلب على المشاعر السلبية وتحسين الصحة النفسية.

 

تقنيات الاسترخاء: ممارسة تقنيات اليقظة الذهنية والتأمل واليوغا للتخفيف من التوتر والقلق وتحسين جودة النوم.

 

نمط حياة صحي: اتباع نظام غذائي متوازن وممارسة الرياضة بانتظام والحفاظ على وزن صحي، حيث تلعب هذه العوامل دورًا هامًا في تقليل الالتهاب وتحسين الصحة العامة.

 

العناية بالبشرة: استخدام منتجات العناية بالبشرة المناسبة وتجنب المهيجات التي تزيد من حدة الأعراض.

 

التواصل الفعال: التحدث مع الأصدقاء والعائلة ومقدمي الرعاية الصحية حول الأعراض والتحديات التي يواجهها المريض.

 

على الرغم من التحديات التي يفرضها التهاب الغدد العرقية القيحي، إلا أن هناك أملًا في تحسين جودة الحياة والتعايش مع المرض بشكل أفضل. من خلال التعاون مع الأطباء والأخصائيين النفسيين، واتباع استراتيجيات فعالة للتعامل مع التوتر، يمكن للمصابين بهذا المرض أن يعيشوا حياة أكثر صحة وسعادة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى