“بلو نايل المعادي”.. “مي بار” يتحول إلى “سوق نخاسة” للمخدرات والدعارة والعنف العلني!
شكاوى.. بريد الأهرام نيوز
في قلب القاهرة، على ضفاف النيل، كان يُفترض أن تكون باخرة “بلو نايل المعادي” واحدة من أبرز أماكن السهر الراقية، لكنها تحوّلت إلى ما يشبه بؤرة مظلمة للفساد والممارسات غير القانونية، وتحديدًا داخل مكان يُعرف بـ**”مي بار”**، والذي أصبح مرتعًا لكل ما هو مُحرّم ومُجرّم قانونيًا، وسط صمت مريب من الجهات المعنية.
“مي بار”.. حيث يتم تعاطي وبيع المخدرات على الطاولات دون خوف!
عند دخول “مي بار”، لن تحتاج إلى البحث كثيرًا لتفهم طبيعة المكان، فالمخدرات ليست شيئًا مخفيًا هنا، بل تُستهلك وتُباع علنًا. الطاولات تحوّلت إلى منصات لتداول المواد المخدرة، حيث يجلس الزبائن في مجموعات، يلفّون الحشيش و”البانجو”، ويتبادلون أقراص “البلاطة” المخدرة بكل وقاحة أمام الجميع، وكأنها مشروبات عادية تُقدَّم ضمن قائمة المكان.
ولم يقتصر الأمر على التعاطي فقط، بل تم تخصيص أماكن محددة داخل المكان، لا سيما عند الحمامات، لبيع المخدرات مباشرة، حيث يقف المروجون ويعرضون بضاعتهم بلا خوف من الملاحقة الأمنية. بعض العاملين في المكان يتصرفون وكأنهم “حراس شخصيون” لهؤلاء التجار، مما يطرح تساؤلات خطيرة عن التواطؤ الداخلي لحماية هذه التجارة غير المشروعة.
تحرش وابتزاز علني.. الفتيات يُعاملن كسلع بشرية
إذا كنت تظن أن المخدرات هي الكارثة الوحيدة داخل “مي بار”، فأنت مخطئ. المكان يُدار وكأنه “سوق نخاسة” حيث يتم إجبار الفتيات على استقطاب الزبائن العرب والأجانب تحت تهديدات صريحة. الفتيات العاملات، أو ما يُعرف بـ”الركلام”، يُجبرن على تقديم خدمات مشبوهة تحت ضغوط الابتزاز المالي، بل يتم تعريضهن لتحرش مستمر دون أي رادع أو تدخل.
المشهد الأكثر صدمة؟ التحرش لا يتم في الخفاء، بل علنًا، وأمام الجميع! الزبائن يقتربون من الفتيات، يلمسونهن دون إذن، بل ويتفاخر بعضهم بأن المكان يسمح لهم “بفعل أي شيء” طالما يدفعون المال. وفي حال رفضت أي فتاة، يتم تهديدها بالفصل أو تقليل حصتها المالية، مما يجعل الكثير منهن مضطرات للبقاء في هذا “الجحيم” خشية من البطالة أو العقاب.
معارك بالسكاكين والزجاجات المكسورة.. الفوضى تسيطر على المكان
وكأن الفساد وحده لا يكفي، المكان يشهد مشاجرات يومية بين العصابات والزبائن، تتحول إلى معارك دموية باستخدام السكاكين والزجاجات المكسورة. صراع النفوذ على “الركلام”، والمخدرات، والأموال، يتحوّل إلى قتال حقيقي، وسط غياب تام لأي إجراءات أمنية. بعض الزبائن خرجوا من “مي بار” بوجوههم ملطخة بالدماء بعد اشتباكات عنيفة، ومع ذلك، لا يزال المكان يعمل بكل حرية، وكأن هذه الفوضى جزء من برنامجه الليلي!
ورغم كل هذه الفضائح، لا يزال المكان يعمل بلا أي مشاكل قانونية، مما يثير تساؤلات خطيرة حول الجهات التي تحميه. كيف يمكن لمكان بهذا الكم من الجرائم أن يبقى مفتوحًا دون مداهمات؟ من المستفيد من انتشار المخدرات والدعارة العلنية؟ ولماذا لم يتم اتخاذ أي إجراءات حازمة حتى الآن؟
المواطنون يطالبون بإغلاق “مي بار” فورًا، وفتح تحقيق عاجل لكشف المسؤولين عن تحويل “بلو نايل المعادي” إلى بؤرة سوداء للفساد والجريمة. فهل تتحرك الأجهزة الأمنية أخيرًا، أم سيظل المكان رمزًا للانحلال في قلب العاصمة؟