أخبارعاجل

بـ57 لقاءً.. جولات مكوكية لوزير الخارجية «لرفض التهجير»| تقرير

كتب- محمد فهمي

في ظل التصريحات المثيرة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب؛ التي اقترح فيها تهجير الفلسطينيين قسريًا من قطاع غزة إلى مصر والأردن وتولي الإدارة الأمريكية إدارة القطاع، جاء الموقف المصري واضحاً وحاسماً، مؤكداً التزام مصر الراسخ بثوابت القضية الفلسطيني؛ ورفضها القطاع الغير قابل للنقاش لمقترح التهجير.

 

كما أعلنت وزارة الخارجية، أن مصر بصدد تقديم مقترح لإعادة إعمار غزة يضمن بقاء الفلسطينيين على أرضهم.

 

ومن هذا المنطلق لم تكتفى مصر بسلسلة من البيانات التي تصدر عن وزارة الخارجية، والتي تؤكد تمسك مصر بثوابت ومحددات التسوية السياسية للقضية الفلسطينية، مشددة أنها تظل القضية المحورية بالشرق الأوسط، كما تؤكد مصر على استمرار دعم صمود الشعب الفلسطيني على أرضه وتمسكه بحقوقه المشروعة في ارضه ووطنه، وبمبادئ القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.

 

وتشدد مصر على رفضها لأي مساس بتلك الحقوق غير القابلة للتصرف، سواءً من خلال الاستيطان أو ضم الأرض، أو عن طريق إخلاء تلك الأرض من أصحابها من خلال التهجير أو تشجيع نقل أو اقتلاع الفلسطينيين من أرضهم، سواءً كان بشكل مؤقت او طويل الأجل.

 

جولات مكوكية وعشرات اللقاءات

ولم تقف جهود الدبلوماسية المصرية عند ذلك الحد؛ فقد قام وزير الخارجية والهجرة د. بدر عبدالعاطي، بسلسلة من الجولات الدبلوماسية المكثفة التي بدأت من الولايات المتحدة الأمريكية، صاحبة مقترح التهجير، وصولًا لأديس أبابا ثم فرنسا؛ ليختتم جولته من ألمانيا.

 

وعقد وزير الخارجية، سلسلة لقاءات مع عدد من نظرائه هذا بجانب عشرات اللقاءات مع مسؤولين كبار بالاتحاد الأوروبي وعدد من المنظمات الدولية، ليبلغ إجمالي هذه اللقاءات 57 لقاءً خلال 6 أيام فقط.

 

لتؤكد مصر من خلال جميع اللقاءات التي أجراها الوزير عبدالعاطي، رفضها التام لأي طرح أو تصور يستهدف تصفية القضية الفلسطينية من خلال انتزاع الشعب الفلسطيني أو تهجيره من أرضه التاريخية والاستيلاء عليها، سواء بشكل مرحلي أو نهائي، محذرة من تداعيات تلك الأفكار التي تعد إجحافا وتعديا على الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، ولن تكون مصر طرفا فيه.

 

وتشدد على ضرورة البدء والتنفيذ الفعلي لحل الدولتين، بما في ذلك تجسيد الدولة الفلسطينية على كامل ترابها الوطني وفي سياق وحدة قطاع غزة والضفة الغربية بما في ذلك القدس الشرقية، وفقا لقرارات الشرعية الدولية، وعلى خطوط الرابع من يونيو لعام ١٩٦٧.

 

هذا وتؤكد مصر على ضرورة التعامل مع جذور الصراع والتي تتمثل في وجود شعب تحت الاحتلال منذ عقود عانى خلالها من كافة أشكال التهجير والاضطهاد والتمييز، وهو ما يتعين العمل على انهائه بصورة فورية، واستعادة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف وفقا لمرجعيات الشرعية الدولية.

 

وتشدد مصر أن تجاهل الشرعية الدولية في التعاطي مع أزمات المنطقة إنما يهدد بنسف أسس السلام التي بذلت الجهود والتضحيات للحفاظ عليها وتكريسها على مدار عشرات السنين، وتؤكد على اعتزامها الاستمرار في التعاون مع كافة الشركاء الإقليميين والدوليين للتوصل إلى السلام الشامل والعادل في المنطقة، وإقامة دولة فلسطين المستقلة على أرضها وفقاً للقانون الدولي.

 

البداية من الولايات المتحدة الأمريكية

استهل وزير الخارجية د. بدر عبدالعاطي، جولته الخارجية يوم 9 فبراير الجاري، بالولايات المتحدة الأمريكية، التقى خلالها 12 مسؤولًا؛ بما في ذلك أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي الذي أبدى عدد كبير منهم تأييده للموقف المصري تجاه حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وتأييد الموقف المصري الرافض لمقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتهجير الفلسطينيين قسريًا من أرضهم.

 

كما عقد جلسة مباحثات مع نظيره الأمريكي “ماركو روبيو” بمقر الخارجية الأمريكية، وتناول اللقاء مجمل العلاقات الثنائية الوثيقة بين البلدين، وسبل تعزيز الشراكة الاستراتيجية التي تمتد لأربعة عقود، ودعم التعاون في مختلف المجالات بما يحقق المصالح المشتركة.

 

وأعرب الوزير عبد العاطي، عن التطلع للعمل مع الإدارة الجديدة لتحقيق الأمن والاستقرار والسلام العادل والشامل في المنطقة.

 

 

 

وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، أكد الوزير عبد العاطي ثوابت الموقف المصري والعربي والإسلامي بشأن القضية الفلسطينية وأهمية تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني المشروعة، معرباً عن تطلع مصر للتنسيق مع الإدارة الأمريكية من أجل العمل على تحقيق السلام العادل المنشود في الشرق الأوسط وبما يستجيب للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وعلى رأسها حقه في إقامة دولته المستقلة على كافة ترابه الوطني.

 

جدير بالذكر أن الوزير عبدالعاطي، عقد 12 لقاءً مع كبار القادة والمسؤولين الأمريكيين وأعضاء بمجلسي الشيوخ والنواب.

 

زيارة إثيوبيا

توجه الوزير عبدالعاطي، يوم 11 فبراير الجاري، إلى أديس أبابا للمشاركة في اجتماعات الدورة العادية السادسة والأربعين للمجلس التنفيذي للاتحاد الأفريقي.

 

وعقد وزير الخارجية العديد من اللقاءات المنفردة مع نظرائه الأفارقة، فقد التقي مع وزير خارجية جزر القمر، وسيشل، ومدغشقر، وغانا، وتونس، والجزائر، والمغرب، وروندا، وتنزانيا، وكوت ديفوار، والصومال.

 

ناقش خلالها د. بدر، أهمية تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين دول القارة الأفريقية، والعمل على تعزيز الأمن والاستقرار، ودعم جهود مكافحة الإرهاب والتطرف، وتعزيز التنمية المستدامة في القارة الأفريقية وتحقيق أجندة الاتحاد الأفريقي ٢٠٦٣.

 

كما أكد وزير الخارجية من خلال لقائته المكثفه مع نظرائه الأفارقة على أهمية التنسيق المشترك داخل الاتحاد الأفريقي، وتعزيز التعاون في المحافل الإقليمية والدولية، بما يوحد الموقف الأفريقي على الساحة الدولية.

 

زيارة لفرنسا من أجل سوريا

توجه وزير الخارجية والهجرة، إلى باريس في 13 فبراير الجاري، للمشاركة في الاجتماع الوزاري حول سوريا.

 

استكمل الوزير عبدالعاطي، خلال زيارته لباريس جهوده الدبلوماسية، باستكمال لقائته الخارجية التي تخللها لقاء بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، واستعرض خلال اللقاء الجهود التي تبذلها مصر لتثبيت وقف إطلاق النار في غزة في مراحله الثلاث ونفاذ المساعدات الإنسانية في غزة، مشيراً إلى أن مصر بصدد بلورة تصور شامل يهدف إلى مساعدة الفلسطينيين في غزة من خلال تنفيذ برامج ومشروعات للتعافي المبكر وإزالة الركام وإعادة الإعمار بوجود الفلسطينيين على ارضهم.

 

وقد طلب الرئيس الفرنسي نقل تحياته لرئيس الجمهورية، مثمناً الجهود الحثيثة التي تضطلع بها مصر في هذا السياق وفي دعم الأمن والاستقرار بالمنطقة، معرباً عن دعم فرنسا لهذه الجهود مع بقاء الفلسطينيين على أرضهم.

 

كما شارك الوزير عبدالعاطي، في غداء عمل استضافة وزير الخارجية الفرنسي لعدد من وزراء الدول العربية المشاركة في الاجتماع الوزاري.

 

الختام من ألمانيا

اختتم وزير الخارجية جولته الخارجية التي استمرت على مدار 6 أيام، من ألمانيا التي توجه لها في 13 فبراير الجاري، للمشاركة في مؤتمر ميونيخ للأمن.

 

وعقد وزير الخارجية خلال زيارته لألمانيا 23 لقاءً، مع عدد من نظرائه على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن، كما التقى بعدد من كبار المسؤولين في الإتحاد الأوروبي والمنظمات الدولية.

 

وتضمنت اللقاءات؛ لقاء مع “ميريانا سبولجاريك” رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، استعرض خلالها الوزير عبدالعاطي، الجهود المصرية الحثيثة مع كل من قطر والولايات المتحدة والتي أدت إلى التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وأكد على الاهتمام الذي توليه مصر للنفاذ السريع والمستدام للمساعدات الإنسانية للقطاع.

 

كما استعرض وزير الخارجية، ما تقوم به مصر من جهود لتوفير المساعدات الإنسانية للقطاع والتي وصلت إلى ما يعادل٧٠٪؜ من إجمالي المساعدات المقدمة إلى غزة، مؤكدا على إصرار مصر مواصلة دعمها رغم الاستهداف المتكرر للعاملين من المنظمات الإنسانية.

 

واطلع وزير الخارجية، رئيسة اللجنة على جهود مصر فى تيسير نفاذ المساعدات الإنسانية إلى السودان، مشيراً إلى استقبال مصر لأعداد غفيرة من الأشقاء السودانيين وتوفير كافة سبل الدعم والرعاية لهم بجانب ملايين السودانيين الآخرين المقيمين بالفعل في مصر.

 

واستعرض الوزير عبدالعاطي، الوضع الإنساني في سوريا، مشيراً إلى سابق إرسال طائرة محملة بــ ١٥ طن من المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية مقدمة من الهلال الأحمر المصري إلى الهلال الأحمر السوري.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى