ناقش الرئيس عبد الفتاح السيسي مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التعاون في ملف الأمن المائي وملف سد النهضة الإثيوبي، وهو ما يعيد أزمة السد مرة آخرى إلى السطح بعد توقف المفاوضات الثلاثية بين مصر وإثيوبيا والسودان في مارس 2024 بسبب التعنت الإثيوبي في التفاوض.
دور ترامب في الوساطة لحل أزمة سد النهضة
ويعيد مناقشة الرئيس السيسي مع نظيره الأمريكي ملف سد النهضة إلى الأذهان دور الرئيس ترامب خلال ولايته الأولى في محاولة حل الأزمة والتوصل إلى اتفاق إطاري بين مصر والسودان وإثيوبيا بشأن قواعد ملء وتشغيل السد.
الرئيس ترامب مع وفود مصر والسودان وإثيوبيا في واشنطن 2019الرئيس ترامب مع وفود مصر والسودان وإثيوبيا في واشنطن 2019
وبالعودة إلى تفاصيل جولات مفاوضات واشنطن التي بدأت في نوفمبر عام 2019 برعاية وزارة الخزانة الأمريكية والبنك الدولي وبمشاركة المسئولين في مصر والسودان وإثيوبيا فقد استمرت عملية التفاوض لعدة جولات حتى فبراير 2020، بعد تكرار تعثر المفاوضات الفنية السابقة، ومحاولة إيجاد حل يراعي مصالح الدول الثلاث.
أهم نقاط التفاوض في واشنطن 2020
وشهدت المفاوضات عدة نقاط بارزة من أهمها مطالبة الوفد المصري بوضع جدول زمني واضح لملء السد بما لا يؤثر على حصة مصر التاريخية من مياه النيل، مقابل إصرار إثيوبيا على حقها في ملء السد وفق خطتها الخاصة، وهو الموقف ذاته الذي اتخذته أديس أبابا ضد الطلب المصري بضرورة وجود آلية ملزمة لضمان تدفق المياه في فترات الجفاف والجفاف الممتد، وأبدت إثيوبيا تحفظها على تلك النقطة من باب رفضها أي التزام قد يحد من سيادتها على السد وعلى مياه النيل الأزرق لرغبتها في تحويل الغرض المعلن من إنشاء السد وهو توليد الكهرباء إلى أداة للسيطرة على مياه النيل الأزرق واستغلال المياه في مشروعات مستقبلية تضر بحصص دول المصب.
بينما اقترحت الولايات المتحدة والبنك الدولي خلال مسار المفاوضات عمل آلية تنسيقية بين الدول الثلاث لضمان التشغيل العادل والمستدام للسد، لكن إثيوبيا اعترضت أيضا على المقترح باعتباره من باب التدخل الخارجي.
بيان مشترك حول المفاوضات
وبنهاية يناير 2020 صدر بيان مشترك لمصر والسودان وإثيوبيا أشار إلى توصل الوزراء إلى اتفاق حول خطة ملء سد النهضة على مراحل، والآليات والإجراءات التي التعامل مع حالات الجفاف والجفاف الممتد والسنوات الشحيحة أثناء الملء والتشغيل.
الرئيس ترامب حاول الوساطة لحل أزمة سد النهضة خلال اواخر ولايته الأولى الرئيس ترامب حاول الوساطة لحل أزمة سد النهضة خلال أواخر ولايته الأولى
كما اتفق الوزراء على أهمية الانتهاء من المفاوضات والتوصل إلى اتفاق حول آلية تشغيل سد النهضة خلال الظروف الهيدرولوجية العادية، وآلية التنسيق لمراقبة ومتابعة تنفيذ الاتفاق وتبادل البيانات والمعلومات، وآلية فض المنازعات، فضلًا عن تناول موضوعات أمان السد واتمام الدراسات الخاصة بالأثار البيئية والاجتماعية لسد النهضة، وكذلك تكليف اللجان الفنية والقانونية بمواصلة الاجتماعات في واشنطن من أجل وضع الصياغات النهائية للاتفاق، على أن يجتمع مجددًا وزراء الخارجية والموارد المائية بالدول الثلاث في واشنطن يومي ١٢ و١٣ فبراير ٢٠٢٠ من أجل إقرار الصيغة النهائية للاتفاق تمهيدا لتوقيعه بنهاية فبراير ٢٠٢٠.هذا، وقد أعد الجانب الأمريكي وثيقة اتفاق حول هذه الموضوعات الثلاثة المشار إليها عاليه، وقد قامت مصر فقط بتوقيعها في نهاية الجلسة.
الخزانة الأمريكية تكشف التعنت الإثيوبي
ومن جانبها أكدت وزارة الخزانة الأمريكية في بيان لها بعد انتهاء جولات التفاوض بواشنطن أهمية عدم البدء في ملء سد النهضة دون إبرام اتفاق بين مصر وإثيوبيا والسودان، وأعربت عن التقدير لاستعداد مصر للتوقيع النهائي على الاتفاقية، وكذلك توقيع مصر عليها بالأحرف الأولي في نهاية اجتماع واشنطن، كما أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية أن الولايات المتحدة قامت بتسهيل إعداد اتفاق بشأن ملء وتشغيل السد بناءً علي اقتراحات الوفود الفنية للدول الثلاث.
وذكر بيان الخزانة الأمريكية أن الاتفاقية بشكلها الحالي تضع حلولًا لكافة القضايا العالقة حول ملء وتشغيل السد وتتأسس على المبادئ المتفق عليها بين الدول الثلاث في إعلان المبادئ الموقع في 23 مارس 2015 وبالأخص مبدأ الاستخدام المنصف والمعقول ومبدأ الالتزام بعدم إحداث ضرر جسيم، ومبدأ التعاون؛ وأضافت أننا ندرك أيضًا أن إثيوبيا تواصل مشاوراتها الوطنية وتتطلع إلي اختتام عمليتها في أقرب وقت ممكن لتوفير توقيع الاتفاق، مؤكدًا أنه لا ينبغي علي إثيوبيا إجراء الاختبار النهائي وملء السد قبل التوصل إلي اتفاق؛ مشيرًا إلي ضرورة الأخذ في الاعتبار قلق سكان المصب في مصر والسودان بسبب العمل غير المكتمل علي التشغيل الآمن للسد
إثيوبيا ترفض التوقيع
وفي رد فعل على بيان وزارة الخزانة الأمريكية أعلنت إثيوبيا رفضها التوقيع على الاتفاق وأعلنت في بيان خرج من وزارتي الخارجية والري خيبة أملها من بيان وزارة الخزانة الأميركية بخصوص مفاوضات سد النهضة، وإنها ستواصل “عمليات بناء السد، بجانب بدء عملية ملء بحيرة السد.
وزعمت الحكومة الإثيوبية في بيانها أن استكمالها لأعمال بناء سد النهضة يتوافق مع التوقيع على اتفاقية إعلان المبادئ مع مصر والسودان.
كما وصل التعنت من الجانب الإثيوبي إعلانه رفض توقيع مصر بالأحرف الأولى على المبادئ التوجيهية وقواعد التشغيل السنوي لسد النهضة في العاصمة الأميركية واشنطن.
فيما أعلنت مصر في أكثر من مناسبة لاحقة تمسكها بوثيقة فبراير 2020 التى تم التوقيع عليها بالأحرف الاولى فى الولايات المتحدة الأمريكية، كأساس للتفاوض.