الصلاة من أركان الإسلام الخمسة، ولرفعتها ومكانتها عند رب العالمين لم تنزل على نبي الله (صلى الله عليه وسلم) كما نزلت بقية الأحكام، بل فرضها الله سبحانه وتعالى على أمة محمد (صلى الله عليه وسلم) في السماء السابعة، فصعد الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) أثناء رحلة المعراج، وصعد إلى السماء السابعة حيث فُرضت الصلاة؛ وذلك لعلو قدر الصلاة وشأنها العظيم وتأثيرها على المسلم، وقد بين الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) مكانة الصلاة في الإسلام ، حيث قال: «بني الإسلام على خمس، شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان».
ومما لا شك فيه أن الصلاة تقوّم سلوك المسلم وتهذّبه إذا أداها المسلم على الصورة السليمة الصحيحة حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): «صلوا كما رأيتموني أصلي»، ولا شك أن النبي (صلى الله عليه وسلم) يقصد أن نصلي الصلاة بهيئتها وطبيعتها التي أداها الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم)، ويقول الحق (سبحانه وتعالى) : «إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر..»، فهي عبادة موصولة بالله تعالى، وإذا صلى العبد وشعر براحة نفسية، وطمأنينة قلبية، فقد أدى صلاته على الوجه الأكمل، والصورة الأتم، وعندها سيصير طيب النفس، عذب الكلام، حلو المنطق، لين الجانب .
ولا ريب أن الصلاة قرة عيون المحبين، ولذة أرواح الموحدين، وبستان العابدين، ولذة نفوس الخاشعين، ومحك أحوال الصادقين، وميزان أحوال السالكين، وهى رحمة الله المهداة إلى عباده المؤمنين، هداهم إليها وعرفهم بها وأهداها إليهم على يد رسوله الصادق الأمين رحمة بهم وإكرامًا لهم؛ لينالوا بها شرف كرامته والفوز بقربه لا لحاجة منه إليهم بل منة منه وتفضلًا عليهم، وتتعبد بها قلوبهم وجوارحهم جميعًا .
وختامًا إذا أردنا أن نقوّم أنفسنا ، ونهذّب سلوكنا ، فعلينا أن نمتثل العبادات على الوجه الذي أراده النبي (صلى الله عليه وسلم)، وخاصة الصلاة لما لها من تأثير كبير على تقويم السلوك الإنساني، مما ينعكس على المجتمع بأكمله بما هو مفيد نافع .