الشيخ زايد من واحة الهدوء إلى بؤرة الصخب: حفلات رقص ومطربين بلا رقابة.. أين الدولة من الكافيهات التي تحولت لمسارح منوعات؟
تقرير: حسين محمود
مدينة الشيخ زايد، التي لطالما اشتهرت بالرقي والهدوء وجذبت صفوة المجتمع الباحثين عن الراحة بعيدًا عن صخب العاصمة، تواجه اليوم تحديات تهدد مكانتها. انتشار الكافيهات التي تحولت إلى مسارح منوعات تُقام فيها حفلات غنائية صاخبة، رقص، وموسيقى دي جي، بات يشوه صورة المدينة.
حفلات تضم مطربين شعبيين مثل أحمد شيبة وآخرين، وفتيات مؤثرات على وسائل التواصل الاجتماعي مثل التيك توك وإنستغرام، أصبحت مشهدًا يوميًا يجذب الجمهور، ولكن خلف الكواليس تبرز علامات استفهام حول قانونية هذه الأنشطة، ودفع الضرائب المستحقة، ودور الجهات الرقابية في مواجهة هذه التجاوزات.
فهل تحولت الشيخ زايد من ملاذ للهدوء إلى بؤرة للترفيه العشوائي؟ وكيف تؤثر هذه الظاهرة على السكان والبنية الاجتماعية للمدينة؟
—
القسم الأول: كافيهات تتحول لمسارح منوعات
كافيهات خارج السيطرة:
كانت المقاهي في الشيخ زايد تُعرف كأماكن راقية لتقديم الطعام والمشروبات في أجواء هادئة، لكنها اليوم تحولت إلى مسارح تُقام فيها حفلات موسيقية صاخبة.
“كافيه صاصا”.. نموذج صارخ:
يُعد “كافيه صاصا” أحد أبرز الأمثلة على هذا التحول، حيث يستضيف حفلات غنائية أسبوعية، يُقدم فيها مطربو المهرجانات عروضًا، وتُشارك فيها فتيات مشهورات على التيك توك في الرقص أمام الحضور.
موسيقى صاخبة في قلب الأحياء السكنية:
سكان الشيخ زايد يعبرون عن استيائهم من الضوضاء التي تستمر حتى ساعات متأخرة من الليل، مما يثير تساؤلات حول غياب الرقابة على هذه الأنشطة.
—
القسم الثاني: الجانب القانوني والضريبي
حفلات بتذاكر بلا ضرائب:
تُباع تذاكر الحفلات بأسعار تبدأ من 500 جنيه وتصل إلى الآلاف، ومع ذلك، تشير مصادر إلى أن هذه المبالغ غالبًا ما تكون خارج النطاق الضريبي الرسمي.
تراخيص تجارية أم تحايل قانوني؟
تشير القوانين إلى أن الكافيهات تُرخص لتقديم المشروبات والطعام، وليس لتنظيم حفلات غنائية وعروض موسيقية، مما يطرح سؤالاً حول كيفية السماح لهذه الأنشطة بالاستمرار دون تدخل الجهات المعنية.
تعليق مسؤول ضريبي:
مسؤول في مصلحة الضرائب كشف في تصريح خاص أن هذه الكافيهات تُدر أرباحًا ضخمة لكنها تفتقر إلى الرقابة المالية الكافية، مما يُعد تهربًا ضريبيًا يضر باقتصاد الدولة.
—
القسم الثالث: من يدير المشهد؟
دور جهاد زوجة عصام صاصا:
رغم سجن مغني المهرجانات عصام صاصا، إلا أن زوجته جهاد تدير كافيهه في الشيخ زايد. ووفقًا لمصادر خاصة، فإنها تُنسق مع فتيات مؤثرات على التيك توك لتقديم عروض رقص خلال الحفلات، مما يزيد من جذب الجمهور.
الترويج عبر السوشيال ميديا:
يتم الترويج للحفلات عبر صفحات إنستغرام وتيك توك، حيث تُعرض صور ومقاطع فيديو للمطربين والفتيات المشاركات، مما يخلق زخمًا جماهيريًا كبيرًا.
—
القسم الرابع: تداعيات على المدينة والسكان
الهدوء في مهب الريح:
يقول أحد السكان: “انتقلنا إلى الشيخ زايد بحثًا عن الراحة، لكننا الآن نعيش وسط ضجيج لا ينتهي. الموسيقى والضوضاء تجعل حياتنا لا تُطاق.”
تأثير على سمعة المدينة:
انتشار هذه الأنشطة في الشيخ زايد قد يؤدي إلى تراجع مكانتها كواحدة من أكثر المناطق الراقية في القاهرة الكبرى.
—
القسم الخامس: مواجهة التحدي.. هل من حلول؟
تشديد الرقابة:
يجب على الأجهزة التنفيذية متابعة التراخيص الممنوحة للكافيهات، وإغلاق تلك التي تُخالف الأنظمة المعمول بها.
تطبيق القوانين الضريبية:
لا بد من تفعيل دور مصلحة الضرائب في متابعة الإيرادات الناتجة عن هذه الحفلات، بما يضمن تحصيل حق الدولة.
—
إلى أين تذهب الشيخ زايد؟
مدينة الشيخ زايد تواجه مفترق طرق بين الحفاظ على هويتها الراقية والانجراف نحو صخب الترفيه غير المنظم. ومع استمرار الكافيهات في استضافة الحفلات الغنائية والراقصة، يبقى السؤال: هل ستتدخل الجهات المعنية لوضع حد لهذه الظاهرة؟ أم أن المدينة ستفقد سمعتها كواحة للهدوء والرقي؟