
مع اقتراب عيد الحب، تشهد محلات الزهور في منطقة الزمالك استعدادات مكثفة لاستقبال العشاق والمحتفلين بهذه المناسبة، حيث يعد إهداء الزهور تقليدًا أساسيًا يعكس مشاعر الحب والتقدير.
وفي محاولة لرصد حركة السوق والتغيرات التي طرأت عليها، تحدثنا مع طه، منسق الزهور في أحد المحال الشهيرة بالزمالك، والذي أطلعنا على أبرز اتجاهات الزبائن في اختيار باقات الورود، ومدى تأثير الظروف الاقتصادية على حجم الإقبال هذا العام.
الأحمر يهيمن على المشهد رغم تنوع الألوان
يؤكد طه أن اللون الأحمر لا يزال متصدرًا لقوائم الطلبات، حيث يُنظر إليه كرمز للحب والمشاعر القوية. يقول: “الزهور الحمراء هي الأكثر طلبًا في هذه المناسبة، ليس فقط للتعبير عن العشق، بل أيضًا لاستخدامها في تقديم الاعتذار، أو كهدايا ودية في مختلف المناسبات.”
ورغم سيطرة الأحمر، فإن هناك ألوانًا أخرى بدأت تحظى بشعبية، مثل الموف، الوردي، والأبيض، إذ يفضلها البعض كبدائل مميزة بعيدًا عن النمط التقليدي.
ويوضح طه أن بعض الزبائن يختارون الورود وفقًا لذوق متلقي الهدية، بينما يتجه آخرون لشراء ألوان غير حمراء لتجنب التكرار أو لإضفاء لمسة شخصية على الهدايا.
تنوع الطلبات بين زهرة واحدة وباقات ضخمة
تختلف اختيارات الزبائن من حيث حجم الباقات، حيث يوضح طه أن الطلبات تتراوح بين زهرة واحدة كإيماءة رمزية وباقة متكاملة. يقول: “هناك زبائن يفضلون شراء وردة واحدة فقط، بينما يختار آخرون بوكيه مكونًا من 9 وردات أو أكثر، حسب ميزانيتهم ورغبتهم في التعبير عن مشاعرهم.”
ويلفت إلى أن الأسعار المرتفعة هذا العام جعلت بعض الزبائن يعيدون النظر في حجم المشتريات، موضحًا أن تكلفة البوكيه الذي يحتوي على 9 وردات تتراوح بين 350 و400 جنيه، وهو ارتفاع ملحوظ مقارنة بالسنوات السابقة.
تأثير الغلاء على الإقبال وسلوكيات الشراء
ورغم ارتفاع الأسعار، لا يزال الإقبال قائمًا، لكنه أصبح أكثر حذرًا وانتقائيًا.
ويوضح طه أن بعض الزبائن يلجؤون إلى شراء زهور أقل تكلفة أو يختارون باقات مختلطة تضم أنواعًا مختلفة لتقليل النفقات.
وفي محاولة لفهم مزيد من تفاصيل السوق، تحدثنا مع عمرو، أحد البائعين في محل زهور بشارع 26 يوليو، الذي أشار إلى أن دوره لا يقتصر على البيع فقط، بل يمتد إلى مساعدة الزبائن المترددين في اختيار الأنواع المناسبة لمناسباتهم. يقول: “من واجبي أن أساعد العميل في اختيار الزهور المناسبة لرسالته، سواء كان يحتفل بعيد الحب أو مناسبة أخرى.”
ويضيف عمرو أن معظم زبائنه من فئة الشباب، الذين يبحثون عن طرق مميزة للتعبير عن مشاعرهم تجاه شركائهم. ومع ذلك، يشير إلى أن الزبائن الدائمين أصبحوا أقل مقارنة بالسنوات الماضية، بسبب ارتفاع الأسعار، مما جعل الطلب يتركز بشكل أساسي على المناسبات الموسمية مثل عيد الحب وعيد الأم.
أشهر أنواع الورود في عيد الحب
وفيما يتعلق بالأنواع الأكثر طلبًا في هذه الفترة، يذكر طه أن قائمة الورود تشمل مجموعة متنوعة، أبرزها:
الورد الجوري – الأكثر شهرة في تعبيره عن الحب.
ورد التوليب – يعكس الرومانسية والأناقة.
ورد القرنفل – يرمز إلى الحب النقي والمودة.
وردة البنفسج – تحمل دلالات العشق العميق.
وردة النرجس – تعبر عن التفاؤل والبدايات الجديدة.
ورد الزنبق – يرمز إلى الجمال والنقاء.
وردة الأوركيد – تجسد الفخامة والرقي.
وردة الأقحوان – تعبر عن الولاء والصداقة.
متى يبدأ الإقبال الفعلي على الشراء؟
رغم أن الاستعدادات في المحال بدأت مبكرًا، إلا أن طه يؤكد أن الطلبات الحقيقية لم تبدأ بعد بشكل مكثف، قائلًا: “الإقبال الحقيقي يبدأ من يوم الجمعة، حيث يحرص الزبائن على شراء الزهور قبل العيد بيوم أو يومين.”
الزهور.. لغة المشاعر التي لا تموت
ورغم كل المتغيرات الاقتصادية، يظل إهداء الزهور طقسًا لا يتخلى عنه الكثيرون في عيد الحب. فسواء كانت وردة واحدة أو باقة فاخرة، فإن لكل زهرة قصة تحمل بين أوراقها مشاعر لا يمكن التعبير عنها بالكلمات.