الدكتور محمد عبد الرحمن يكتب: ارتفاع ضغط الدم “القاتل الصامت”

تزايدت في الأونة الأخيرة ارتفاع معدلات تسجيل الإصابة بارتفاع ضغط الدم وما يصاحبها من مضاعفات قد تؤثر علي حياة المرضي بشكل كبير خصوصا لمن تجاوزوا سن الخمسين عامًا وما فوق ذلك.

لذلك تزايدت الأهمية بشكل كبير للتشخيص المبكر لارتفاع ضغط الدم والتنوية عن الأعراض المصاحبة له وكذلك أسبابه وطرق الوقاية والعلاج منه وما يتبعها من فوائد تعود علي حياة المرضي.

هناك مجموعة من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بهذا المرض، بما في ذلك الوراثة، زيادة الوزن أو السمنة ارتفاع نسبة الدهون والكوليسترول وقلة النشاط الجسدي، بالإضافة إلى التدخين، والإكثار من تناول الملح، وعدم تناول الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم كالفواكة والخضراوات، والإفراط في شرب الكحول، والتوتر.

قد يؤدي ارتفاع ضغط الدم غير المسيطر عليه إلى مضاعفات كبيرة، منها الجلطة الدماغية، والنزف الدماغي والجلطة القلبية، وضعف عضلة القلب وخلل في عمل الكلي مما يؤدي إلى فشلها لاحقاً، ومشاكل في شبكية العين.

أجريت دراسات عديدة وحديثة عن كيفية وفوائد تنزيل ضغط الدم والتي اقرت ضرورة نزول ضغط الدم الانقباضي 130 ويكون ضغط الدم الانبساطي 80.

اظهرت كذلك الدراسات حدوث تراجع ملحوظ في الاصابة بالازمات القلبية بنسبة 38% و كذلك قلت الوفيات بنسبة 43% عند علاج مرضي ارتفاع ضغط الدم.

من الاعراض المصاحبة لارتفاع ضغط الدم. الصداع المستمر والالام الصدر والصعوبة في التنفس و تسارع ضربات القلب والطنين بالاذن وعدم وضوح الرؤية هي من أهم الاعراض المصاحبة لارتفاع ضغط الدم لذلك ننصح دائما عند حدوث أحد هذه الاعراض أو مجموعة منها بضرورة التوجة لطبيب القلب المختص للكشف الطبي وتشخيص الارتفاع في ضغط الدم.

كذلك ينصح بعمل الفحص الطبي الشامل واجراء التحاليل والفحوصات الطبية الازمة والتي تساعد بشكل كبير علي دقة التشخيص وكفاءة العلاج.

تشمل الوقاية من المرض تناول الطعام الصحي والحفاظ على وزن صحي وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، وعدم شرب الكحول، وعدم التدخين من أهم الطرق التي تساعد بشكل كبير علي الحفاظ علي ضغط الدم ضمن المعدلات الطبيعية التي تنصح بها جمعيات القلب العالمية.

كذلك الانتظام علي العلاج الموصوف بمواعيدة التي يحددها الطبيب المختص من أهم العوامل التي تحافظ علي استقرار و ثبات ضغط الدم ضمن معدلاتة الطبيعية طوال اليوم وضمان عدم حدوث ارتفاعات مفاجاة اثناء اليوم.

وما زالت الابحاث مستمرة بشغف للوصول الي اسرار أكثر تعقيدا لاسباب هذا المرض وكذلك لاكتشاف عقاقير جديدة أكثر قوة و اقل اعراضا جانبية للسيطرة علي القاتل الصامت.

ا.د. محمد عبد الرحمن سليمان عمر استشاري جراحة القلب و الأوعية الدموية القصر العيني – جامعة القاهرة