الجوع العاطفي، هو حالة نفسية يعاني فيها الفرد من رغبة قوية لتناول الطعام دون أن يكون هناك شعور حقيقي بالجوع الجسدي، ويرتبط هذا النوع من الجوع بالعواطف والمشاعر أكثر من ارتباطه بالحاجة الفيزيولوجية للطعام، هذا ما أكدته الدكتورة مها سيد أخصائية التغذية العلاجية.
أضافت الدكتورة مها، أن الجوع العاطفي غالبًا ما يظهر كآلية لتخفيف التوتر أو التعامل مع مشاعر معينة مثل الحزن، القلق، الوحدة، أو حتى الملل.
لخسارة الوزن، أفضل أنظمة غذائية لمرضى السكري
للمراهقات فقط، نظام غذائي صحي لإنقاص الوزن
وأشارت الدكتورة مها، إلى أن الجوع العاطفي مشكلة يمكن أن تؤثر على الصحة الجسدية والنفسية إذا لم يتم التعامل معها بشكل صحيح، من خلال فهم أسبابه والوعي بعلاماته.
وأوضحت الدكتورة مها، أن التوازن العاطفي والسلوكيات الصحية هما المفتاح لتحويل الطعام من وسيلة للهروب إلى جزء صحي من حياة مليئة بالتوازن والوعي.
في هذا التقرير، تستعرض الدكتورة مها، مفهوم الجوع العاطفي بشكل مفصل، مع تسليط الضوء على أسبابه وأفضل الطرق للتعامل معه وعلاجه.
معنى الجوع العاطفي
الجوع العاطفي، المعروف أيضًا باسم “الأكل العاطفي”، هو حالة يلجأ فيها الشخص إلى الطعام كوسيلة للهروب من مشاعر سلبية أو لملء فراغ عاطفي.
في هذه الحالة، يكون الطعام وسيلة لتهدئة العقل أو للتعامل مع المواقف المزعجة، وليس استجابة طبيعية لاحتياجات الجسم من الطاقة.
غالبًا ما يختار الأشخاص الذين يعانون من الجوع العاطفي الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية، مثل الحلويات، الأطعمة المقلية، أو الوجبات السريعة، نظرًا لما تمنحه من شعور مؤقت بالسعادة أو الراحة.
لكن هذه الراحة عادة ما تكون قصيرة الأمد وتتبعها مشاعر الندم أو الإحباط.
أسباب الجوع العاطفي
الجوع العاطفي يمكن أن يكون نتيجة لمجموعة متنوعة من العوامل النفسية والاجتماعية والبيولوجية.
وفيما يلي أبرز الأسباب التي تؤدي إلى هذه الظاهرة:
- 1. التوتر والضغط النفسي
يؤدي التوتر المزمن إلى زيادة إفراز هرمون الكورتيزول، الذي يمكن أن يعزز الرغبة في تناول الأطعمة الغنية بالسكريات والدهون. يعمل الطعام هنا كوسيلة للتهدئة النفسية ومواجهة الضغوط اليومية.
- 2. الملل والفراغ العاطفي
يجد بعض الأشخاص أنفسهم يتناولون الطعام فقط لملء أوقات الفراغ أو للتعامل مع إحساس الوحدة. في غياب الأنشطة البديلة أو الدعم العاطفي، يصبح الطعام خيارًا سهلًا ومتاحًا.
- 3. العادات المكتسبة
يمكن أن تنشأ هذه الظاهرة نتيجة ارتباط الطعام بمشاعر معينة منذ الطفولة. على سبيل المثال، قد يكون الشخص قد تعلم أن الحلوى مكافأة أو وسيلة لتهدئة الألم العاطفي.
- 4. اضطرابات الهرمونات
يمكن أن يؤثر اختلال الهرمونات في الجسم، مثل هرموني الجوع (الجريلين واللبتين)، على الإشارات التي تحدد ما إذا كان الشخص جائعًا بالفعل أو إذا كان يستخدم الطعام كوسيلة للتعامل مع العواطف.
- 5. تأثير وسائل الإعلام والإعلانات
الترويج المستمر للأطعمة “المريحة” أو “المبهجة” في وسائل الإعلام يربط الطعام بمشاعر السعادة والاسترخاء، مما يدفع الأشخاص لتناوله في لحظات التوتر أو الحزن.
أعراض الجوع العاطفي
يمكن التمييز بين الجوع العاطفي والجوع الجسدي من خلال مجموعة من العلامات، منها:
الرغبة المفاجئة في تناول أطعمة معينة، خصوصًا الحلوى أو الوجبات الغنية بالدهون.
تناول الطعام رغم عدم وجود شعور بالجوع الحقيقي.
الإفراط في تناول الطعام حتى بعد الشبع.
شعور بالندم أو الذنب بعد الأكل.
تناول الطعام في أوقات غير معتادة، مثل منتصف الليل أو في فترات الراحة القصيرة.
علاج الجوع العاطفي
علاج الجوع العاطفي يتطلب وعيًا بالمشكلة وفهمًا للعوامل التي تساهم في حدوثها. وفيما يلي أبرز الطرق للتعامل مع هذه الظاهرة:
- 1. التعرف على المشاعر المسببة
الخطوة الأولى هي تحديد المشاعر التي تدفعك لتناول الطعام. عندما تشعر بالرغبة في الأكل، اسأل نفسك: “هل أنا جائع فعلًا أم أشعر بالملل/الحزن؟”. هذا النوع من الوعي يساعد على فصل العواطف عن الحاجة الجسدية.
- 2. ممارسة تقنيات الاسترخاء
بدلًا من اللجوء للطعام، يمكن تجربة تقنيات أخرى لتخفيف التوتر مثل التأمل، التنفس العميق، أو اليوغا. هذه الأساليب تساعد على تهدئة العقل وإعادة التركيز.
- 3. إيجاد بدائل صحية
إذا شعرت برغبة في تناول الطعام بسبب العواطف، حاول اختيار بدائل صحية مثل الفواكه أو الخضروات. يمكنك أيضًا شرب كوب من الماء أو شاي الأعشاب لملء المعدة بطريقة صحية.
- 4. ممارسة الرياضة
الرياضة وسيلة فعالة للتخلص من التوتر وتحسين المزاج. التمارين تطلق الإندورفين، وهو هرمون يساعد على الشعور بالسعادة، مما يقلل من الاعتماد على الطعام كوسيلة للتخفيف العاطفي.
- 5. تحديد أوقات محددة لتناول الطعام
حاول الالتزام بجدول زمني لتناول الوجبات، حتى لا يكون الأكل مرتبطًا بالعواطف، بل بالحاجة الفعلية للطاقة.
- 6. اللجوء إلى الدعم النفسي
في بعض الحالات، يكون الجوع العاطفي مرتبطًا بمشاكل أعمق مثل الاكتئاب أو اضطرابات القلق. يمكن الاستفادة من الاستشارة النفسية أو العلاج السلوكي المعرفي (CBT) للتعامل مع هذه المشكلات.
- 7. تجنب الاحتفاظ بالأطعمة المغرية
قلل من وجود الأطعمة غير الصحية في منزلك لتجنب الوقوع في إغراء تناولها في لحظات الضعف العاطفي.
- 8. كتابة المشاعر
تدوين المشاعر في دفتر يوميات بدلًا من قمعها بالطعام يمكن أن يساعد في فهمها والتعامل معها بطريقة صحية.