أجاب الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، على سؤال: “ما الدليل على أن أسماء الله الحسنى تخص الله وحده دون غيره؟”، قائلا: “علينا أن نعرف أولا متى العبارة تفيد القصر؟ أى قصر شىء على شيء، لأن ذلك فيه تقديم لله، فلم يقل الأسماء الحسنى لله، لكنه عدل عن هذه وقال لله الأسماء الحسنى”.
أضاف شيخ الأزهر، فى برنامج “الإمام الطيب” المذاع عبر قناة dmc: “الطبيعى أن يأتي المبتدأ أولا ثم يأتي الخبر، وإذا قدمت الخبر عن المبتدأ، يفيد حصر الخبر في المبتدأ، ولذلك إذا قدم المعمول على العامل دل على انحسار حصار فى المعمول، وبالنسبة لـ (لله الأسماء الحسنى) فتقدم الخبر (لله) على المبتدأ (الأسماء الحسنى) فيدل على انحسار المبتدأ في الخبر، وهو أمر لله وحده”.
وتابع الإمام أحمد الطيب: “لو قال الأسماء الحسنى لله فيفهم أن الأسماء لله ولغيره، لكن حينما يقول لله الأسماء الحسنى، لا يفهم أن هذه الأسماء تتعدى لفظ الجلالة”.
وقال الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إن العلماء قالوا إن هناك أسماء مختصة لله ولا يصح أن يتسمى بها غيره على الإطلاق، وهناك أسماء يمكن أن تطلق على الغير ولكن بإطلاق مختلف عن المختصة لله سبحانه وتعالى.
أضاف الإمام الطيب: “من أول الأسماء التي اختص بها الله ولا يمكن أن يتسمى بها غيره هو لفظ الله، والتاريخ يصدق ذلك، ولم يحدث ولم نقرأ أن شخص ما سماه شعبه الله وأصبح ينادونه بهذا الاسم، وهذا يدل على أن الله حفظ هذا الاسم من أن يطلق على غيره”.
وتابع الإمام الطيب: “الاسم الثانى هو الرحمن، لأن لله الرحمة المطلقة، فالرحمن لا يجوز أن يتسمى به أحد، وفعلا التاريخ لم يسجل اسم الرحمن إلا واقعة واحدة ونال عقابه وعقاب ليس لحظي وإنما امتد إلى يوم الدين، وهو مسيلمة الكذاب الذي ادعى النبوة بين قومه، إلا أن العقاب الإلهي أنه ألصق باسمه وصف وهو مسيلمة الكذاب”.
وأشار شيخ الأزهر الشريف، إلى ان اسم “الحكم” لا يمكن أن يتسمى بها أي أحد سوى الله عز وجل.
وفسر الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، معنى كلمة الإلحاد في الآية الكريمة (وذروا الذين يلحدون في أسمائه)، قائلا: “الإلحاد في اللغة يعني الانحراف من الحق إلى الباطل، أو عن الصواب إلى الخطأ”.
أضاف شيخ الأزهر، في برنامج “الإمام الطيب”: “كل أصناف الإلحاد انحراف وميل وزيغ عن الطريق الصحيح، والإلحاد هو الضلال أيضا، أي الخروج عن الخط أو النهج المستقيم، وهناك من ألحد من أسماء الله الحسنى، بمعنى خرجوا بها عن ما وضعت له، أو معانيها التي تحتويها هذه الأسماء”.
وتابع: “المراد في الآية الكريمة، المشركون الذين كانوا يلحدون في هذه الأسماء، فكانوا يأخذوا حروف هذه الأسماء ويدخلوها في أسماء آلهتهم، فكانوا مثلا يسمون الأوثان اللات والعزى مأخوذة من الله العزيز، فهؤلاء أخذوا الأسماء الحسنى وألحدوا أو انحرفوا بها عن طريقها المستقيم وسمو بحروف من مادتها الأوثان”.
وأردف شيخ الأزهر: “من الإلحاد أيضًا، تفسير الأسماء الحسنى بما يوهم أن الله مشابه للخلق، أي يأخذ نص ويقولون الله هكذا، بمعنى (فاصبر فإنك بأعيننا) فيقولون لله عين، وهكذا”.
ووجه شيخ الأزهر الشريف، برسالة إلى الآباء والأمهات لغرس أسماء الله الحسنى في نفوس الأبناء منذ الصغر، قائلا: “أتمنى من الآباء والأمهات وخاصة إذا كانوا تلاميذ في المراحل الدراسية الأخرى، أن يقللوا قدر الإمكان اتصالهم بالأجهزة التي بأيديهم، لأن بها سموم مصنوعة صناعة خاصة لهذا السن، وهي جذابة إلى أبعد الحدود حتى للكبار، وهي قتل وأنا ممن يؤمنون بالأهداف أن العالم كله يدمر لتقوده فئة معينة، ومن قرأ يفهم كلامي، ثانيا أن يهتموا اهتمام كبير بأمرين، الأول باللغة العربية حتى إن وفروا لهم مدرس خاص، لأن اللغة العربية هي الشخصية، والثاني بحفظ أجزاء من القرآن الكريم لأنها تعصم اللسان عن اختلاط الحروف ولها بصمة على المشاعر، وهذا حماية للأطفال بهذا السياج”.
وقال الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إن الجهل مرتبط بالعلم بالنسبة للإنسان في كل معلومة يعلمها، لأن قبل هذه المعلومة كانت جاهل بها، لكن الله سبحانه وتعالى يعلم ما مضى أي قبل حدوث هذه الأشياء.
أضاف شيخ الأزهر: “علم الله أزلي وانكشافي ولا يسبقه جهل ولا يتبدد ولا يتغير، لكن علم العالم من البشر يتغير وقد يكذب وقد ينقلب إلى جهل، فكل هذه النواقص المحاطة بالإنسان الله سبحانه وتعالى منزه عنها”.