عاجلمقالات

إنجي إمام تكتب: هل تقييمات طلاب أولى وثانية ابتدائي تعالج مشكلة القرائية؟

أثار قرار وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني بقيادة الوزير محمد عبد اللطيف، بشأن تقييمات الصفين الأول والثاني الابتدائي، حالة من الجدل بين أولياء أمور الطلاب، الذين انقسمت آراءهم مابين مؤيد ومعارض للقرار.

 

ورأى البعض، أن التقييم في مصلحة الطلاب للتعود على الاختبارات في الصفوف العليا، بينما رأى آخرون أن المعضلة تكمن في كيفية إقناع هؤلاء الطلاب للذهاب للمدرسة حتى بعد انتهاء الصفوف الاعلي من الدراسة.

 

ولكن السؤال الذي يطرح بنفسه بقوة: هل تقييمات طلاب الصفين الأول والثاني ابتدائي سيساهم في حل مشكلة القرائية لدي الطلاب ؟ ، خاصة وأن سبق وصرح محمد عبد اللطيف وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، أن الوزارة تعمل من خلال عدد من الآليات على تحسين القراءة والطلاب لدى طلاب الصفوف الأولى.

 

رصدنا آراء أولياء الأمور وخبراء التعليم حول هذا القرار في التقرير التالي:

 

في البداية، قالت داليا الحزاوي مؤسس ائتلاف أولياء أمور مصر، إن قرار وجود تقييمات للصف الأول والثاني الابتدائي أمر جيد فمن خلالها يستطيع اولياء الامور الوقوف علي مستوى تحصيل أولادهم الدراسي ومعرفة نقاط القوة ونقاط الضعف لعلاجها، و قد كان هذا مطلبا سابقا لائتلاف أولياء أمور مصر بضرورة وجود تقييمات في المراحل الأولى  بعد ما ظهر جليًا ضعف مهارات القراءة والكتابة للطلاب.

 

وتابعت الحزاوي: “لكن هناك بعض التحفظات على هذا القرار من قبل أولياء الأمور تمثلت في توقيت التقييمات فمن الأفضل جعله مبكرا عن ذلك مراعاة لسنهم، خصوصا أننا في فصل الشتاء الذي يعاني فيه الأطفال بالإصابة بنزلات البرد ، وكذلك كيف يستطيع ولي الأمر إقناع طفل صغير بالمذاكرة وأخوته في مراحل أكبر انتهوا من الامتحانات وحصلوا على الإجازة، مشيرة إلى تأخر إعلان توقيت إجراء التقييمات، فكان لابد ان يكون ولي الأمر على معرفه بهذه التقييمات من أول العام الدراسي حتي يكون على استعداد.

 

تأسيس للطلاب والتعود على أجواء الاختبارات

 

ورأت عبير أحمد ، مؤسس اتحاد أمهات مصر للنهوض بالتعليم، وإئتلاف أولياء الأمور، إن إجراء امتحانات للصف الأول والثاني الابتدائي قد يبدو للبعض غير ضروري نظرًا لصغر  أعمارهم، ولكن يمكن النظر إلي الامتحانات في هذه المرحلة من منظور تربوي شامل، وانها تساعد علي تأسيس التلاميذ منذ الصغر، ومعرفة مدي استيعاب الطلاب المهارات الأساسية مثل القراءة والكتابة والحساب.

 

وأكدت عبير، أن إجراء الامتحانات في المراحل الأولي تعمل علي تعود التلاميذ علي أجواء الاختبارات منذ الصغر، مما يساعدهم في التعامل مع الضغط النفسي المرتبط بها مستقبلاً، بالإضافة إلي أنها تجعل أولياء الأمور أكثر وعيًا بالمستوي الدراسي لأبنائهم ومدي حاجتهم إلي دعم وتركيز إضافي في المنزل.

 

من جهتها ، قالت ولي أمر: “يبقى كل الناس اخذوا أجازه و اولى و تانيه ابتدائى بيمتحنوا، اقنع ازاى طفل ٦ او ٧ سنيين يقعد يذاكر و اخواته كلهم الكبار خلصوا وفي إجازة”.

 

وأضافت ولي أمر أخري: ” كويس كدا التعليم بدأ يرجع زي زمان ويكون في امتحانات للصف الأولي”، وتابعت أخري: “ازاى الكبار يخلصوا امتحاناتهم و الصغيرين يفضلوا يروحوا ويمتحنوا!”.

 

وذكرت ولي أمر: ” أنا مع انهم يمتحنوا ويتعودوا على الامتحانات لكن المواعيد غير مناسبة ولازم يكون القرار من اول السنة مش قبل الإمتحانات بشهر ، حتي لا نفاجئ اولياء الامور بقرار الامتحانات لازم يكون فى دراسة لكل قرار من قبلها بفترة على الاقل”.

 

قرار غير واضح

 

فيما قالت فاتن أحمد، ولية امر، وأدمن جروب حوار مجتمعي تربوي، أن أولياء الأمور تفاجئوا بالقرارات الجديدة  بشان امتحانات الصف الأول الابتدائي والثاني الابتدائي، لاسيما أن القرار غير واضح به آليات الاختبارات المبدئية  الاختبارات النهائية، كما أن ليس هناك اي وضوح بالنسبة لبدائل غياب الطالب في هذا التقييم، وهل التقييم بدرجات أم ألوان .

 

وتري ولية الأمر، أن هذه التقييم ستضيف  العبء علي ولي الأمر الذي يعاني مع التقييمات اليومية والأداءات الصفية للطلاب الأعلي سنًا، مشيرة إلى أنه إذا كانت حُجة هذة التقييمات هو تقوية الطلبة في الكتابة و القراءة، والتعود علي الامتحان ،فكان الاولي بها ان تكون موعد هذة الاختبارات نهاية ديسمبر وليس نهاية يناير بما يضمن استقرار الجو نوعا ما.

 

مواعيد التقييمات

 

ومن جانبها ، قالت فاطمة فتحي، ولية أمر، ومؤسس جروب تعليم بلا حدود، أنه لا شك أن التقييمات لها فائدة في أن الجميع يطمئن على الانتهاء من المنهج، وأن الطالب يجيد القراءة والكتابة بالطريقه المناسبه لمرحلته الدراسيه ، لكن الغير مفهوم هو التقييم المبدئي والنهائي ،وخاصه ان مواعيد التقييمات هو في أشد توقيت في السنه تتميز ببرودة الجو ، وأن معظم اطفال مصر يعانون من حساسيه الصدر والنزلات الشعبية ، لافتة الي ان إلزام ب٦٠٪ حضور للطالب، لم يراعي أن الكثير لم تتم الموافقه علي تحويلهم والكثير منهم تحويل محافظات ، وليس بين الإدارات ، فكيف لولي امر هاجر من محافظة لمحافظه للعمل أن يرسل ابنه الي محافظة اخري للانتظام في الدراسة.

 

مزايا تقييم الطلاب الصغار

 

من جهته، قال الدكتور تامر شوقي، أستاذ علم النفس والتقويم التربوي بكلية التربية جامعة عين شمس، والخبير التربوي، أنه على الرغم من خوف وقلق الكثير من أولياء الأمور من التقييمات التى سيتم تطبيقها على الصفين الاول والثانى الابتدائي، إلا أن تلك التقييمات لها عديد من المميزات  مع مراعاتها القواعد التربوية المعروفة، وتتضمن أهمها ما يلي:

 

 

١. إن تلك التقييمات ليست مماثلة التقييمات والامتحانات في الصفوف الأعلى والتى تاخذ شكل تقييمات معرفية قد تكون مرتفعة المستوى

 

 

٢.إنها لا تقتصر على قياس الجوانب العقلية لدى التلاميذ بل تقيس جوانب اجتماعية ومهارية ووجدانية مهمة في شخصية الطفل

 

 

٣. إنها تمهد للطفل وتعده للتقييمات في المستوى الأعلى

 

٤. من الممكن أن تستكشف بشكل مبكر عن الأطفال الذين لديهم مشكلات أو صعوبات في التعلم أو مشكلات في الجوانب الوجدانية والشخصية لديهم بما يسمح بعلاجها قبل تفاقمها، ولابد أن يطمئن أولياء الأمور أن هذا الأمر لصالح أبنائهم لتشخيص مستواهم فقط وليس للحكم على نجاحهم أو رسوبهم

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى