عاجلفيديوهات

أيام العتق من النار.. ختام شهر رمضان والأدعية المستحبة فيها (فيديو)

كتبت- نانا إمام

ساعات تفصلنا عن آخر يوم في الليالي الوترية بالعشر الأواخر من شهر رمضان الكريم، تلك الأيام المباركة التي فيها ليلة القدر، فهي أيام وليال مباركة لها خصائص كثيرة، وتعد نفحة ربانية ونقطة انطلاق، وخص الله عز وجل فيها ليلة خير من ألف شهر، أخفاها الله حتى يجتهد المسلم في جميع الأيام العشر بالصلاة والدعاء والصيام والذكر.

 

وبدأت، الثلاثاء، بعد صلاة المغرب، العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، ويستعد فيه المسلمون من مختلف أنحاء العالم لاستقبال تلك الأيام المباركة، والتي يكثر فيها العبادات وقيام الليل والدعاء وقراءة القرآن والتهجد تقربًا إلى الله سبحانه وتعالى، وأملا في إدراك أفضل الليالي وهي ليلة القدر، التي تعني المغفرة وقبول الأعمال والعتق من النار، والعبادة فيها خير من عبادة ألف شهر، وفيها تنزل الملائكة إلى الأرض يسلمون على المؤمنين الصائمين، ويتسغفرون لهم.

فضل العشر الأواخر من رمضان

وللعشر الأواخر من رمضان فضلا عظيما على المسلمين جميعا، لذلك يحاول المسلمون اغتنام هذه الأيام المباركة، ويحاول الكثير معرفة فضل العشر الأواخ من رمضان والأعمال المستحبة فيها، وهذا ما نستعرضه في التقرير التالي.

 

يؤكد الدكتور أحمد كريمة أستاذ الشريعة الإسلامية والفقه المقارن بالأزهر الشريف، أن فضل العشر الأواخر من رمضان كبير وعظيم وفيه من الثواب ما يجب على كل مسلم الاجتهاد للحصول على نفحات الرحمن من الرحمة والمغفرة والعتق من النار، كما أن أنوار الإيمان تسطع في العشر الأواخر من رمضان لأن ليلة القدر فيها.

 

وعن عائشة رضى الله عنها، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجاور في العشر الأواخر من رمضان، ويقول: “تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان”، وتعتبر تلك نصيحة النبي صلى الله عليه وسلم للمسلمين عن العشر الأواخر من رمضان عن موعد ليلة القدر.

 

وعن تفسير حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان، يقول “كريمة”، إن النبي صلى الله عليه وسلم أوضح لنا موعد ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان، حيث ذكر كلمة الوتر أي الأرقام الفردية في العشر الأواخر من رمضان، وتحل ليلة القدر وفقًا لحديث النبي صلى الله عليه وسلم أيام 21، 23، 25، 27، 29 من شهر رمضان الكريم.

 

ليلة القدر

وليلة القدر هي ليلة عظيمة مباركة قد ميزها الله تعالى وأعلى من شأنها عن سائر أيام العام؛ حيث أُنزل فيها القرآن الكريم وذلك كما جاء فى قوله جل شأنه: “إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْر، وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ، لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ”، وفى نفس السياق قال عنها الحبيب صلى الله عليه وسلم: “مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ”، فهي ليلة مليئة بكل معاني الحب والسلام.

 

ويتحرى المسلمون ليلة القدر في الليالي الوترية، حيث أخفى الله ليلة القدر في أيام شهر رمضان؛ حثًّا للصائمين على مضاعفة العمل في رمضان، وقد كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يجتهد في طلبها في العشر الأواخر من رمضان.

وحث النبي صلى الله عليه وسلم على اغتنام العشر الأواخر من رمضان، بالخير والطاعات والتقرب إلى الله بالأعمال الصالحة والدعاء، بالإضافة إلى تحري ليلة القدر في ليالي الوتر من العشر الأواخر من رمضان، فقال صلى الله عليه وسلم: «تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان».

 

فضل ليلة القدر

ولفضلها وعظمتها أخفاها الله في العشر الأواخر من رمضان؛ لِيَجِدَّ المسلم في طلبها، ويعمل من أجل الحصول على خيرها، ولكي يحرص المسلم على اغتنام الأيام كلها ويواصل عبادته ومضاعفة العمل في هذا الشهر الكريم، وأرجح ما ذهب إليه العلماء أنها ليلة السابع والعشرين.

 

علامات ليلة القدر

ومن علامات ليلة القدر، كما ورد الإمام القرطبي في «تفسيره» لسورة القدر قوله: في علاماتها: منها أن الشمس تطلع في صبيحتها بيضاء لا شعاع لها. وقال الحسن قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم في ليلة القدر: «إِنَّ مِنْ أَمَارَاتِهَا: أَنَّهَا لَيْلَةٌ سَمْحَةٌ بَلْجَةٌ، لَا حَارَّةٌ وَلَا بَارِدَةٌ، تَطْلُعُ الشَّمْسُ صَبِيحَتَهَا لَيْسَ لَهَا شُعَاعٌ».

 

أدعية العشر الأواخر من رمضان

وعن دعاء ليلة القدر من السنة النبوية، روي عن عائشة رضى الله عنها قالت: “قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ وَافَقْتُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ، بِمَ أَدْعُو؟ قَالَ: «قُولِي: اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي” أخرجه الترمذي وصححه، وفيما يلي نستعرض الأدعية المستحبة في الأيام العشر الأواخر من رمضان.

 

اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي.

رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ.

رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا.

رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.

عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ * وَنَجِّنَا بِرَحْمَتِكَ مِنَ الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ.

رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ* رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ.

رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ.

الأعمال المستحبة في العشر الأواخر من رمضان

كان النبي صلى الله عليه وسلم يخص العشر الأواخر من رمضان بأعمال لا يقوم بها في بقية الشهر، ومن هذه الأعمال، بحسب الدكتور أحمد كريمة:

 

1- إحياء الليل

ففي حديث عائشة قالت: “كان النبي صلى الله عليه وسلم يخلط العشرين بصلاة ونوم، فإذا كان العشر -يعني الأخير- شمَّر وشدَّ المئزر”، ويحتمل أن يراد بإحياء الليل إحياء غالبه، ويؤيده ما في صحيح مسلم عن عائشة، قالت: “ما أعلمه صلى الله عليه وسلم قام ليلة حتى الصباح”.

 

2- التهجد

كان النبي صلى الله عليه وسلم يوقظ أهله للصلاة في ليالي العشر دون غيرها من الليالي، قال سفيان الثوري: “أحب إليَّ إذا دخل العشر الأواخر أن يتهجد بالليل، ويجتهد فيه، ويُنهض أهله وولده إلى الصلاة إن أطاقوا ذلك”، وقد صح عن النبي  صلى الله عليه وسلم أنه كان يطرق فاطمة وعليّا ليلا فيقول لهما: «ألا تقومان فُتصليان”، وكان يوقظ عائشة بالليل إذا قضى تهجده وأراد أن يُوتر.

 

3- الاجتهاد في العبادة

كان النبي صلى الله عليه وسلم يشدُّ المئزر، واختلفوا في تفسيره؛ فمنهم من قال: هو كناية عن شدة جدِّه واجتهاده في العبادة، وهذا فيه نظر، والصحيح أن المراد اعتزاله للنساء، وبذلك فسره السلف والأئمة المتقدمون ومنهم سفيان الثوري، وورد تفسيره بأنه لم يأوِي إلى فراشه حتى ينسلخ رمضان، وفي حديث أنس: “وطوى فراشه، واعتزل النساء”.

 

4- جعل العشاء سحورا

رُوي عنه من حديث عائشة وأنس أنه صلى الله عليه وسلم، كان في ليالي العشر يجعل عشاءه سحورا، ولفظ حديث عائشة: “كان رسول الله  صلى الله عليه وسلم إذا كان رمضان قام ونام، فإذا دخل العشر شدَّ المئزر، واجتنب النساء، واغتسل بين الأذانين، وجعل العشاء سحورًا”.

 

5- الاغتسال بين العشاءين

كان الرسول صلى الله عليه وسلم يغتسل بين العشاءين، وقد تقدم من حديث عائشة: «واغتسل بين الأذانين» والمراد: أذان المغرب والعشاء. قال ابن جرير: كانوا يستحبون أن يغتسلوا كل ليلة من ليالي العشر الأواخر.

 

6- الاعتكاف

ففي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أن النبي  صلى الله عليه وسلم كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله تعالى، وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه، «كان رسول الله  صلى الله عليه وسلم يعتكف في كل رمضان عشرة أيام، فلما كان العام الذي قُبض فيه اعتكف عشرين».

 

وإنما كان يعتكف النبي صلى الله عليه وسلم في هذه العشر التي يُطلب فيها ليلة القدر، قطعًا لأشغاله، وتفريغًا لباله، وتخليًا لمناجاة ربه وذكره ودعائه.

 

ختام شهر رمضان

ويؤكد أستاذ الشريعة الإسلامية، أن شهر رمضان قد عزم على الرحيل، ولم يبق منه إلا القليل، فمن منكم أحسن فيه فعليه التمام، ومن كان فرط فليختمه بالحسنى، فالعمل بالختام، فاستمتعوا منه فيما بقي من الليالي اليسيرة والأيام، واستودعوه عملا صالحًا يشهد لكم به عند الملك العلام، وودِّعُوه عند فراقه بأزكى تحية وسلام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى