
مرض الكبد الدهني غير الكحولي (NAFLD) هو مصطلح لمجموعة من الحالات التي يسببها تراكم الدهون في الكبد، وعادة ما يُرى لدى الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة.
لا يسبب مرض الكبد الدهني غير الكحولي في مراحله المبكرة أي ضرر عادةً، وفقًا لموقع “NHS” الطبي، ولكنه قد يؤدي إلى تلف الكبد بشكل خطير، بما في ذلك تليف الكبد، إذا ساءت حالته.
يرتبط ارتفاع مستويات الدهون في الكبد أيضًا بزيادة خطر الإصابة بمشاكل صحية خطيرة، مثل مرض السكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض الكلى.
إذا كان الشخص يعاني بالفعل من مرض السكري، فإن مرض الكبد الدهني غير الكحولي يزيد من فرص الإصابة بمشاكل في القلب، ولكن إذا تم اكتشافه وإدارته في مرحلة مبكرة، فمن الممكن إيقاف تفاقم مرض الكبد الدهني غير الكحولي وتقليل كمية الدهون في الكبد.
مراحل مرض الكبد الدهني غير الكحولي (NAFLD)
يتطور مرض الكبد الدهني غير الكحولي في 4 مراحل رئيسية، ولا يصاب معظم الأشخاص إلا بالمرحلة الأولى، وعادة دون أن يدركوا ذلك، وفي عدد قليل من الحالات، يمكن أن يتطور ويؤدي في النهاية إلى تلف الكبد إذا لم يتم اكتشافه وإدارته.
المراحل الرئيسية لمرض الكبد الدهني غير الكحولي هي:
الكبد الدهني البسيط (التدهن الكبدي) – تراكم غير ضار إلى حد كبير للدهون في خلايا الكبد والذي قد لا يتم تشخيصه إلا أثناء الاختبارات التي يتم إجراؤها لسبب آخر
التهاب الكبد الدهني غير الكحولي (NASH) – شكل أكثر خطورة من مرض الكبد الدهني غير الكحولي، حيث يصاب الكبد بالالتهاب
التليف – حيث يتسبب الالتهاب المستمر في تكوين أنسجة ندبية حول الكبد والأوعية الدموية القريبة، ولكن الكبد لا يزال قادرًا على العمل بشكل طبيعي
تليف الكبد – المرحلة الأكثر شدة، تحدث بعد سنوات من الالتهاب، حيث ينكمش الكبد ويصبح متندبًا ومتكتلًا؛ هذا الضرر دائم ويمكن أن يؤدي إلى فشل الكبد (حيث يتوقف الكبد عن العمل بشكل صحيح) وسرطان الكبد
قد يستغرق تطور التليف أو تليف الكبد سنوات، ومن المهم إجراء تغييرات في نمط الحياة لمنع تفاقم الحالة.
الأشخاص الأكثر عرضة لخطر الإصابة بمرض الكبد الدهني غير الكحولي
يكون الشخص معرض لخطر متزايد للإصابة بمرض الكبد الدهني غير الكحولي إذا كان:
يعاني من السمنة أو زيادة الوزن – وخاصة إذا كان لديه الكثير من الدهون حول خصره (شكل الجسم “يشبه التفاحة”)
يعاني من مرض السكري من النوع 2
يعاني من حالة تؤثر على كيفية استخدام الجسم للأنسولين (مقاومة الأنسولين)، مثل متلازمة تكيس المبايض
يعاني من قصور الغدة الدرقية
يعاني من ارتفاع ضغط الدم
يعاني من ارتفاع نسبة الكوليسترول
يعاني من متلازمة التمثيل الغذائي (مزيج من مرض السكري وارتفاع ضغط الدم والسمنة)
تجاوز سن الخمسين
مدخن
ولكن سبق وتم تشخيص مرض الكبد الدهني غير الكحولي لدى الأشخاص الذين لا يعانون من أي من عوامل الخطر هذه، بما في ذلك الأطفال الصغار.
على الرغم من أنه مشابه جدًا لمرض الكبد المرتبط بالكحول (ARLD)، إلا أن مرض الكبد الدهني غير الكحولي لا ينتج عن شرب الكثير من الكحول.
أعراض مرض الكبد الدهني غير الكحولي (NAFLD)
لا توجد عادةً أي أعراض لمرض الكبد الدهني غير الكحولي في المراحل المبكرة، وربما لا يعرف الشخص أنه مصاب به إلا إذا تم تشخيصه أثناء الاختبارات التي أجريت لسبب آخر.
في بعض الأحيان، قد يعاني الأشخاص المصابون بالتهاب الكبد الدهني غير الكحولي أو التليف الكبدي (المراحل الأكثر تقدمًا من مرض الكبد الدهني غير الكحولي) من:
ألم ممل أو مؤلم في الجزء الأيمن العلوي من البطن (فوق الجانب الأيمن السفلي من الأضلاع)
تعب شديد
فقدان الوزن غير المبرر
ضعف
إذا تطور تليف الكبد (المرحلة الأكثر تقدمًا)، فقد يعاني الشخص من أعراض أكثر حدة، مثل اصفرار الجلد وبياض العينين (اليرقان)، وحكة الجلد، وتورم الساقين أو الكاحلين أو القدمين أو البطن (الوذمة).
علاج مرض الكبد الدهني غير الكحولي (NAFLD)
لا يصاب معظم الأشخاص المصابين بالتهاب الكبد الدهني غير الكحولي بأي مشاكل خطيرة، ولكن إذا تم التشخيص بهذه الحالة، فمن الجيد اتخاذ خطوات لمنع تفاقمها.
لا يوجد حاليًا دواء محدد لمرض الكبد الدهني غير الكحولي، ولكن اتخاذ خيارات نمط حياة صحية يمكن أن يساعد، وقد يوصى أيضًا بالعلاج للحالات المصاحبة (ارتفاع ضغط الدم والسكري والكوليسترول) أو المضاعفات.
الأدوية
لا يوجد حاليًا أي دواء يمكنه علاج مرض الكبد الدهني غير الكحولي، ولكن يمكن أن تكون الأدوية المختلفة مفيدة في إدارة المشاكل المرتبطة بهذه الحالة.
على سبيل المثال، قد يوصي الطبيب بأدوية لعلاج ارتفاع ضغط الدم وعلاج ارتفاع نسبة الكوليسترول وعلاج مرض السكري من النوع 2 وعلاج السمنة.
زرع الكبد
إذا أصيب المريض بتليف الكبد الشديد وتوقف الكبد عن العمل بشكل صحيح، فقد يحتاج إلى زرع الكبد، أو قد يكون من الممكن إجراء عملية زرع باستخدام جزء من الكبد تم إزالته من متبرع حي.
نظرًا لأن الكبد قادر على تجديد نفسه، فإن كلًا من الجزء المزروع والجزء المتبقي من كبد المتبرع قادران على إعادة النمو إلى الحجم الطبيعي.
التعايش مع مرض الكبد الدهني غير الكحولي (NAFLD)
إن اتباع نمط حياة صحي هو الطريقة الرئيسية لإدارة مرض الكبد الدهني غير الكحولي.
على سبيل المثال، يمكن أن يساعد:
إنقاص الوزن – يجب أن يستهدف المريض مؤشر كتلة الجسم من 18.5 إلى 24.9؛ وفقدان أكثر من 10% من الوزن يمكن أن يزيل بعض الدهون من الكبد ويحسن من حالة التهاب الكبد الدهني غير الكحولي.
تناول نظام غذائي صحي – حاول اتباع نظام غذائي متوازن غني بالفواكه والخضروات والبروتين والكربوهيدرات، ولكن منخفضة الدهون والسكر والملح؛ تناول أجزاء أصغر من الطعام يمكن أن يساعد أيضًا
شرب الماء بدلًا من المشروبات السكرية
ممارس الرياضة بانتظام – حاول القيام بما لا يقل عن 150 دقيقة من النشاط المعتدل الشدة، مثل المشي أو ركوب الدراجات، أسبوعيًا؛ يمكن أن تساعد جميع أنواع التمارين في تحسين مرض الكبد الدهني غير الكحولي، حتى لو لم تفقد الوزن
التوقف عن التدخين – إذا كنت تدخن، فإن الإقلاع عن التدخين يمكن أن يساعد في تقليل خطر الإصابة بمشاكل مثل النوبات القلبية والسكتات الدماغية
لا يسبب الكحول مرض الكبد الدهني غير الكحولي، ولكن الشرب قد يزيد الأمر سوءًا، لذلك يُنصح بالتوقف عن شرب الكحول.