“الأوامر الإلهية جاتلى كده”.. بتلك الكلمات بررت مضيفة الطيران وخبيرة علم الطاقة والروحانيات، التونسية أميرة بنت حمد، جريمتها البشعة في حق ابنتها قبل عدة أشهر، في منطقة التجمع الخامس.
اليوم الذي انتظرته “أميرة” بدأ بمشادة مع زوجها، بعدما أصرت أن تطرده من غرفة نومهما، وحثته على النوم في غرفة الاستقبال، بحجة أنها تحتاج إلى هدوء لأن وقتها قد حان للصعود إلى السماء، وفي النهاية أكدت لزوجها أنها ستكون بخير حينما تستيقظ.
شرط الصعود للسماء
هواجس “أميرة” صورت لها أن هناك شرطا آخر لتصعد للسماء، وهو أن تأخذ معها ابنتها، لتعيش معها، لذا نظرت حولها فلم تجد سوى حقيبتها، فقررت أن تكون تلك هي أداة إنهاء حياة ابنتها لتصعد معها للسماء، فقصت حزام الحقيبة الجلدي، ولفته حول رقبة الصغيرة صاحبة الـ4 سنوات، وأحكمت قبضتها عليها لتفارق الطفلة الحياة.
خطة المعالجة الروحانية التي ظنت أنها جاءت إليها بوحي إلهي، لم تنته عند هذا الحد، بل استلت سكينا صغيرا كانت قد أحضرته من المطبخ، وضربت به نفسها في الرقبة عدة ضربات، كي تلحق بابنتها، لكن زوجها انتبه لما يحدث، ومنعها من قتل نفسها وحملها سريعا للمشفى لتنجو بحياتها.
حلم المضيفة يتبخر في المستشفى
“أميرة” استيقظت من غيبوبتها واللون الأبيض يحيط بها من كل اتجاه، لكنها صدمت حينما اكتشفت أنه ليس لون السماء، لكنها المستشفى التي تعالج فيها من الإصابات التي لحقت بها، وتضاعفت صدمتها حينما علمت أنها متحفظ عليها من قبل الشرطة لقتلها ابنتها.
وفي التحقيقات اعترفت بجريمتها كاملة، وتفاصيل تنفيذها، وقالت إنها تعرضت لحالة يقظة روحانية، تنير لها طريقها، وأصبحت ترى أشياء لا يستطيع غيرها رؤيتها.
هاتف طلب من المضيفة تنفيذ الجريمة
وأضافت أن يوم الجريمة فوجئت أثناء نومها بهاتف غريب، يخبرها بأن موعدها قد حان للصعود للسماء، وعليها أن تأخذ ابنتها معها لذا نفذت الجريمة.
بعد انتهاء التحقيق مع “أميرة” أحيلت لمحكمة الجنايات ومثلت أمام المحكمة، وفي أولى الجلسات، أمرت المحكمة لجنة خماسية من مستشفى الصحة النفسية، وأفاد تقريرها بأن المتهمة لا تعانى من أى أمراض نفسية تجعلها تقبل على قتل ابنتها، وأنها تتمتع بكامل قواها العقلية، وكانت فى حالة إدراك يوم الحادث؛ لتقرر المحكمة تأجيل المحاكمة إلى جلسة الإثنين 29 أبريل، والتي فجرت فيها مضيفة الطيران مفاجآت عديدة.
اعترافات أميرة ورحلتها الروحية
“أميرة” التي عرفت أيضا بأنها خبيرة بعلم الطاقة، قالت إنها كانت تعمل في دبي عام 2017، وخاضت تجربة روحية قوية غيرت مسار حياتها بشكل جذري، خلال عملها كمضيفة طيران، جعلتها ترى وتسمع ما لا يستطيع الآخرون؛ وبدأت تتلقى “تجليات وهواتف” رفعت من طاقتها الروحية، وأخبرها الأنبياء موسى وعيسى أنها مريم العذراء، بحسب مزاعمها في المحكمة.
قاتلة طفلتها أضافت أنها كانت تعقد جلسات لعلاج الناس من العزلة والوحدة في منزلها، وهذه الجلسات كانت ملهمة لها؛ ويوم الواقعة نفذت الجريمة لكي تصعد مع ابنتها للسماء أو “الدنيا التانية” كما أسمتها.
محكمة جنايات القاهرة، بعد سماع أقوال مضيفة الطيران التونسية وخبيرة علم الطاقة والروحانيات، قررت تأجيل محاكمتها لجلسة 29 مايو.