في مشهد يفيض بالإنسانية ويجسد أعلى معاني الأمانة والشرف المهني، سجّل فرع هيئة الإسعاف المصرية بمحافظة المنيا واقعة استثنائية كان أبطالها طاقم إسعافي تعامل مع حادث مروري على الطريق الصحراوي الشرقي القديم، ليس فقط بكفاءة طبية، بل بأخلاق نبيلة تُدرس.
الواقعة بدأت عندما تلقى الخط الساخن لهيئة الإسعاف (123) بلاغًا بوقوع حادث تصادم، وعلى الفور انطلقت سيارات الإسعاف إلى الموقع، حيث تبيّن وجود أربعة مصابين في حالة حرجة. وبسرعة ومهارة، تمكن رجال الإسعاف من إنقاذهم وتقديم الرعاية الطبية الأولية في موقع الحادث، قبل نقلهم إلى المستشفى.
وخلال عملية إخلاء المصابين، أبلغ أحدهم طاقم الإسعاف عن وجود حقيبة سفر تحتوي على متعلقات شخصية وأمانات. وبعد التأكد من وجود الحقيبة، قام الفريق بتحريزها وتسليمها كاملة بعد الوصول إلى المستشفى.
ليتبين لاحقًا أن الحقيبة تحتوي على مبلغ مالي يقارب 2.69 مليون جنيه مصري، بالإضافة إلى أكثر من 830 جرامًا من الذهب عيار 21، تُقدّر قيمته بأكثر من 4 ملايين جنيه، أي بإجمالي قيمة تتخطى 6.5 مليون جنيه مصري، وهي الأضخم خلال عام 2025.
الحقيبة التي تعود ملكيتها لأحد ضحايا الحادث، تم تسليمها لنجله، الذي وجّه شكره العميق للمسعف أبو الحسن عبد الحميد أبو الحسن، وزميله نبيل محمود عبد الحفيظ، فني قيادة مركبة الإسعاف، على أمانتهما النادرة وتمسكهما بحماية حياة والده، رغم أن شدة الحادث حالت دون إنقاذه.
وعلى إثر هذه الواقعة المشرفة، وجّه الدكتور عمرو رشيد، رئيس مجلس إدارة هيئة الإسعاف المصرية، بتكريم عضوي الطاقم تقديرًا لنزاهتهما وتفانيهما في أداء الواجب، مؤكدًا أن مثل هذه النماذج المشرفة تمثل فخرًا لكل فرد في منظومة الإسعاف المصري، وترسّخ صورة العاملين فيها كخط الدفاع الأول عن حياة ومقدرات أبناء الوطن.
