
كشف الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف السابق عن مفاتيح إجابة الدعاء، موضحا أنها تتضمن مفتاح عام وهو باب الوصول، حيث يقول سبحانه: “وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ”، فالمفتاح الرئيس “فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي” أَجِب تُجب، تعرف على الله (عز وجل) في الرخاء يعرفك في الشدة، كن معه يكن معك، حيث يقول سبحانه: “وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ”.
وزير الأوقاف السابق يوضح مفاتيح الدعاء في شهر رمضان
وأشار إلي أن هناك مفاتيح أخرى تتفرع عن هذا المفتاح الرئيس، منها: كثرة السجود، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): “أَقْرَبُ ما يَكونُ العَبْدُ مِن رَبِّهِ، وهو ساجِدٌ، فأكْثِرُوا الدُّعاءَ”، قال مجاهد: أقرب ما يكون العبد من الله (عزَّ وجل) إذا كان ساجدًا؛ ألم ترَ إلى قوله عز ذكرُه: “وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ”.
وأضاف وزير الأوقاف السابق منها: الصبر وعدم الجزع أو السخط أو العجلة، وهو ما كان من سيدنا نوح (عليه السلام) الذي صبر على أذى قومه ألف سنة إلا خمسين عامًا، حيث يقول سبحانه: “وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا”، فلما دعا بعد طول صبر كانت الإجابة حاضرة ناجزة، حيث يقول الحق سبحانه: “وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ”، ويقول سبحانه: “فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاءً لِمَنْ كَانَ كُفِرَ وَلَقَدْ تَرَكْنَاهَا آَيَةً فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ”.
حسن الأدب مع الله من مفاتيح الأدب مع الله
ومن مفاتيح الإجابة حسن الأدب مع الله (عز وجل) وهو ما كان في دعاء سيدنا أيوب (عليه السلام) مع ربه (عز وجل): “وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآَتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ”، فلم ينسب ما أصابه من ضر إلى الله تأدبًا مع الله (عز وجل)، وإنما قال “مَسَّنِيَ الضُّرُّ”، واقتصر في طلبه على الثناء على الله (عز وجل) حيث قال: “وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ”.
ومنها: كثرة ذكر الله (عز وجل) مع التوبة والاستغفار وهو ما كان من سيدنا يونس (عليه السلام) حيث يقول سبحانه: “وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ”.
ومنها: التضرع إلى الله (عز وجل) والمسارعة في الخيرات، وحسن الظن بالله تعالى، وهو ما كان من سيدنا زكريا (عليه السلام)، حيث يقول الحق سبحانه: “فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ”.
ومنها: كثرة الصلاة على النبي (صلى الله عليه وسلم)، فعن فَضَالَةَ بنِ عُبَيْدٍ قال: بَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وسلم) قَاعِدٌ إِذْ دَخَلَ رَجُلٌ فَصَلَّى فَقَال: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي، فَقَالَ (صلى الله عليه وسلم): عَجِلْتَ أَيُّهَا الْمُصَلِّي، إِذَا صَلَّيْتَ فَقَعَدْتَ، فَاحْمَدْ اللَّهَ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، وَصَلِّ عَلَيَّ، ثُمَّ ادْعُهُ قَالَ: ثُمَّ صَلَّى رَجُلٌ آخَرُ بَعْدَ ذَلِك،َ فَحَمِدَ اللَّهَ، وَصَلَّى عَلَى النَّبِيِّ (صلى الله عليه وسلم) فَقَالَ النَّبِيُّ (صلى الله عليه وسلم): “أَيُّهَا الْمُصَلِّي ادْعُ تُجَب”.
ومنها: دعوة الإنسان لأخيه بظهر الغيب فإنها مستجابة، قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) “دعوة المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة”، ودعوة المسافر، ودعوة الصائم، ودعوة الوالد لولده، حيث يقول (صلى الله عليه وسلم): “ثلاثُ دَعواتٍ لا تُرَدُّ: دعوةُ الوالِدِ لِولدِهِ، ودعوةُ الصائِمِ، ودعوةُ المسافِرِ”.
ومنها دعوة الصائم، ودعوة الوالد لولده، والدعاء ليلة القدر.
وكل هذه المفاتيح متحققة مجتمعة في الشهر الكريم وشعائره.