قدم جناح الأزهر الشريف بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، في دورته الـ 55 لزواره كتاب “الأطفال يسألون الإمام”، والذي يشتمل على إجابات لـ ٣٨ سؤالًا للأطفال، يجيب عليها فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، من إصدارات سلسة كتاب “نور”.
وكان من أبرز تلك الموضوعات عدة أسئلة عن الشيطان، تتناول الأسئلة التالية: هل يعيش الشيطان في السماء؟ كيف أنتصر على الشيطان وأبعده عني؟ هل يأكل الشيطان معي إذا لم أذكر اسم الله قبل الأكل؟
وردًّا على سؤال: هل يعيش الشيطان في السماء؟ يجيب الإمام الأكبر أن “الشيطان” خلق من خلق الله، وكان يعيش في الجنة ثم طرد منها بسبب معصيته لله تعالى، وهو الآن يعيش على الأرض مع بني البشر . قال تعالى: ﴿قَالَ فَاهْبِطَ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنْ الصَّاغِرِينَ﴾ (سورة الأعراف: ١٣)، فهذا أمر من الله للشيطان أن يخرج من الجنة وينزل إلى الأرض بسبب معصيتِه وكِبْرِه.
وتختلف طبيعة الشيطان وذريته عن طبيعة البشر، فقد خلقهم الله من النار، ولا يراهم الإنسان، وأُوتُوا من الخِفَّة والسرعة ما لم يؤته الإنسان، لذلك تجد منهم من يعيش على الماء أو اليابسة أو يعيش في الهواء، لكن لا يعيشون في السماء، ولا يقتربون منها لقول الله تعالى: “إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ (6) وَحِفْظًا مِّن كُلِّ شَيْطَانٍ مَّارِدٍ (7) لَّا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَىٰ وَيُقْذَفُونَ مِن كُلِّ جَانِبٍ (8)” (سورة الصافات) أي: إذا اقترب أحدهم من السماء يتبعه شهاب يحرقه، قال تعالى: “إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ” (10) (سورة الصافات).
يُذكر أن أسئلة كثيرة تدور في ذهن الأطفال الصغار لا يستطيع الكبار الإجابة عنها أحيانا ظنًّا منهم أن تلك الأسئلة مسيئة للعقيدة ويطلبون من أطفالهم التوقف عن ذلك؛ لهذا جاءت فكرة هذا الكتاب الذي جمع أسئلة مهمة للأطفال ليجيب عنها فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر بنفسه، ليرشدهم ويعلمهم صحيح دينهم، وتكون رسالة تربوية لأولياء الأمور توجههم إلى أهمية الانتباه إلى أسئلة أبنائهم الصغار والإجابة عنها بعقل متفتح بل وتشجيعهم على التفكير والتدبر في أمور العقيدة وغيرها من الأمور الحياتية.
ويشارك الأزهر الشريف -للعام الثامن على التوالي- بجناحٍ خاصٍّ في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 55، في الفترة من 24 يناير الجاري حتى 6 فبراير 2024؛ وذلك انطلاقًا من مسؤولية الأزهر التعليمية والدعوية في نشر الفكر الإسلامي الوسطي المستنير الذي تبناه طيلة أكثر من ألف عام.