عاجلمقالات

علي محمدين يكتب: مجموعة السبع على خطى ترامب

فى الوقت الذى تسعى فيه القاهرة إلى الحشد الدولى لدعم الخطة العربية لإعادة إعمار غزة، فضلًا عن التحركات المصرية القطرية لتثبيت وقف إطلاق النار فى القطاع، والمساعى الإقليمية لتنفيذ حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية، فوجئ العالم أجمع نهاية الأسبوع الماضى بإصدار بيان من وزراء خارجية مجموعة الدول الصناعية السبع (G7)، التى تضم كندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية والممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي، تناول مسألة السلام الإقليمى والاستقرار فى الشرق الأوسط.

 

دعت مجموعة السبع إلى الإفراج عن كافة الرهائن الذين تحتجزهم حركة حماس فى غزة، كما طالبت بإعادة الحركة للرفات التى لا تزال تحتفظ بها، وأعادت مجموعة السبع التأكيد على دعمها لاستئناف دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة بدون عوائق، ولوقف إطلاق النار الدائم.

 

وشددت مجموعة السبع على ضرورة أن يكون للشعب الفلسطينى أفق سياسى يتم التوصل إليه عبر حل تفاوضى للصراع الإسرائيلي-الفلسطيني، وبشكل يلبى الاحتياجات والتطلعات المشروعة الخاصة بالشعبين، ويعزز السلام الشامل والاستقرار والازدهار فى منطقة الشرق الأوسط. كما أشارت مجموعة السبع إلى قلقها البالغ إزاء تزايد التوترات والأعمال العدائية فى الضفة الغربية، ودعت إلى التخفيف من التصعيد.

 

 

أقرت مجموعة السبع بحق إسرائيل المتأصل فى الدفاع عن نفسها بما يتسق مع القانون الدولي، وأدانت حركة حماس بشكل لا لبس فيه بسبب هجماتها التى شنتها يوم 7 أكتوبر 2023، والأذى الذى ألحقته بالرهائن أثناء احتجازهم، وانتهاكها لكرامتهم من خلال “مراسم التسليم” عند إطلاق سراحهم.

 

وشددت على ضرورة ألا تلعب حركة حماس أى دور فى مستقبل غزة، وألا تشكل أى تهديد على إسرائيل بعد اليوم، كما أعادت التأكيد على استعدادها للانخراط مع الشركاء العرب بشأن مقترحاتهم الخاصة برسم مسار نحو المستقبل وإعادة الإعمار فى قطاع غزة وتحقيق السلام الدائم بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

 

 

فور صدور هذا البيان، حدثت صدمة على جميع المستويات الفلسطينية والعربية والدولية أيضًا بشأن عدم تطرق الدول السبع إلى إقامة الدولة الفلسطينية، والاكتفاء فقط بذكر ضرورة أن يكون للشعب الفلسطينى أفق سياسي.

 

وردًا على هذا البيان، يرى الدكتور يوسف التلولي، عضو المجلس الوطنى الفلسطيني، أن بيان الدول السبع لا يخدم التحركات الرامية لإحياء عملية السلام وحل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية وفقًا لمبادرة السلام العربية، كما أنه يخدم رؤية الرئيس الأمريكى دونالد ترامب التى لا تعترف بحل الدولتين. فضلًا عن أن هذا البيان يؤكد وجهة نظر الاحتلال الإسرائيلى بأنه لا يوجد مسار لحل الدولتين.

 

ورحب التلولى بأى حراك دولى فى الإطار السياسى بشأن فلسطين بشرط عدم الخروج عن حل الدولتين، مؤكدًا أن مجموعة الدول السبع عقدت اجتماعها بسبب الأزمة الروسية الأوكرانية فى المقام الأول بعد تصاعد التناحر والخلافات بين الدول الكبرى. كما أن أمريكا تريد عدم نمو الصين أيضًا، موضحًا أن تناول القضية الفلسطينية فى الاجتماع الوزارى لـ G7 جاء للاستهلاك الإعلامي، حيث إن الحديث عن الشرق الأوسط فى هذا الاجتماع جاء “تحصيل حاصل” فقط ولكن باحترام الرؤية الأمريكية.

 

 

فى نفس السياق، أكد السفير بركات الفرا، مندوب فلسطين الدائم الأسبق لدى جامعة الدول العربية، أن بيان مجموعة السبع بشأن الشرق الأوسط وفلسطين، والذى لم يذكر إقامة الدولة الفلسطينية، جاء -على ما يبدو- بضغوط أمريكية مما يؤكد دعم الرئيس الأمريكى ترامب لإسرائيل بشكل غير محدود.

 

وشدد على أنه لا يمكن أن نتجاهل هذا البيان، لكونه صادرًا عن دول كبرى، ولابد من رد عربى قوى وسريع عليه.

 

وبشأن تأثير هذا البيان على الخطة المصرية العربية لإعادة إعمار غزة، يرى مندوب فلسطين الأسبق لدى جامعة الدول العربية أن الخطة العربية تسير كما هى لأن العالم أجمع اعترف بها كما أنها حصلت على دعم من قبل الأمم المتحدة.

 

وركز على أن الدول العربية قوة لا يمكن الاستهانة بها، حيث لديها إمكانيات خارقة على المستوى البشرى والمادى والاقتصادى وثروات هائلة وكذلك الموقع الاستراتيجي، مؤكدًا على أن معظم حركة ملاحة التجارة العالمية تمر بالدول العربية، فضلًا عن الاستثمارات العربية فى الغرب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى