شهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، فعاليات الندوة التثقيفية الـ40 للقوات المسلحة بمناسبة الذكرى الـ51 لنصر أكتوبر المجيد، بمركز المنارة للمؤتمرات الدولية بالقاهرة الجديدة.
وبدأت فعاليات الندوة التثقيفية التي تحمل عنوان “نصر أكتوبر 73.. حكاية شعب” بآيات بثت من إذاعة القرآن الكريم فجر السادس من أكتوبر 1973 بصوت القارئ الشيخ محمد أحمد شبيب.
وعقب ذلك، تم تقديم عرض تمثيلي شاركت فيه الممثلة سهر الصايغ والممثل محمد جمعة ومجموعة من الأطفال حول تاريخ نصر أكتوبر المجيد، ثم عرض فيلم تسجيلي بصوت الفنان يحيي الفخراني حول الأوضاع بعد هزيمة عام 1967، ووقفة الشعب المصري خلف قيادته، حيث قام ملايين المصريين بالتبرع لصالح المجهود الحربي.
كما قدم خلال الفيلم التسجيلي شهادات لعدد من قيادات وأبطال القوات المسلحة في حرب أكتوبر، حيث تحدثوا عن معركة “رأس العش” التي أوقعت خسائر كبيرة في قوات العدو الإسرائيلي، فضلا عن الضربات الجوية التي استهدفت قوات الاحتلال الإسرائيلي في سيناء في إطار حرب الاستنزاف.
وسرد الفيلم التسجيلي سردا عن مجموعة العمليات المتتالية داخل ميناء إيلات، وبطولة الشهيد في عملية “إيلات” الرقيب محمد فوزي البرقوقي أحد أبطال الضفادع البشرية بالقوات البحرية المصرية.
وقدم الفيلم سردا عن معارك الاستنزاف التي حققت خسائر كبيرة للعدو الإسرائيلي، كانت منهم عملية “كمين السبت الحزين” التي أربكت إسرائيل وكبدتها خسائر كبيرة ردا على قصفهم مدرسة “بحر البقر”.
وعرض الفيلم عملية نجاح القوات المسلحة في إنشاء حائط الصواريخ لحماية الأجواء المصرية من غارات الاحتلال الإسرائيلي، وإسقاط عدد كبير من طائرات “الفانتوم” وأسر ثلاثة طيارين إسرائيليين.. كما عرض الفيلم الاستعدادات التي قام بها الجيش المصري من تدريبات وتسليح، والذي لم يتوقف بمساندة الشعب المصري للوصول إلى نصر أكتوبر المجيد.
وتوسط الرئيس عبدالفتاح السيسي صورة تذكارية مع 7 من أبطال حرب أكتوبر المكرمين خلال الندوة التثقيفية الـ40 للقوات المسلحة.
ووجه الرئيس السيسي الشكر لأبطال حرب أكتوبر على معركة الشرف والكرامة التي قدموا فيها النصر لمصر، قائلا: “بنرحب بيكم ومتشرفين بيكم وسعداء بوجودكم معانا .. متشكرين باسمى وباسم كل مصري على معركة الشرف والكرامة اللى انتم قدمتم فيها النصر لمصر.. ربنا يديكم الصحة.. وكل اللى هقوله ربنا يديكوا الصحة.. وكل اللى هقوله ربنا هو اللي يكافئكم احنا مهما قولنا وعملنا مش هنعرف نكافئ قد ما ربنا بيكافئ متشكرين جدا”.
وحرص الرئيس السيسي على الصعود إلى منصة تكريم أبطال أكتوبر، حيث صافحهم وشد على أياديهم وتبادل معهم الأحاديث الودية، كما حيا بطولاتهم وتضحياتهم خلال نصر أكتوبر المجيد.
قال الرئيس عبدالفتاح السيسي، إن إعطاء أمل للشعب الفلسطيني في دولة مستقلة عاصمتها القدس سيكون له أثر كبير في أن تعيش كل شعوب المنطقة بلا استثناء في أمن وأمان وسلام.
أضاف الرئيس السيسي خلال الندوة التثقيفية الـ 40، “الحقيقة النهارده كان يوم جميل من أيام مصر في ذكرى الـ 51 عاما على الحرب والانتصار وبالمناسبة دي اسمحولي إن أنا دايما في كل فرصة من الفرص نتكلم دايما على الدروس والعبر اللى مكن نستخلصها من أى حدث.. قلت أجيب الظباط الصغيرين في الرتبة علشان أقول لهم إن مصر أمانة في رقابتكم.. إحنا بفضل من الله هنبقى حريصين على بناء قدراتكم والحفاظ عليها وانتو أيضا تحافظوا عليها وتبقوا مستعدين دايما للزود عنها”.
تابع الرئيس: “خلينا نتكلم عن الفترة من 7 أكتوبر السنة اللي فاتت.. فيه كتير من الأمور المتشابهة ما بين ما يحدث من اضطراب وأزمة كبيرة وما بين اللى إحنا كنا بنقوله عملية إيجاد حل للقضية الفلسطينية وإعطاء أمل للشعب الفلسطيني في دولة مستقلة عاصمتها القدس هيكون ليه أثر كبير جدا في إن كل شعوب المنطقة بلا استثناء تعيش في أمن وأمان وسلام وندخل في مرحلة جديدة جدا مختلفة عما كنا فيه “.
أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، أن تماسك الشعب المصري يساهم في الحفاظ على الدولة، متابعا: “طول ما الشعب المصري متماسك أي حاجة تاني هتتقضي.. إلا أمن وأمان بلدنا أو تتعرض لتحدي خطير يفقدنا كل الجهد المبذول لبناء الدولة والحفاظ عليها”.
أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، أن قدرات الجيش المصري كافية للدفاع عنها، متابعا: “بلدنا بفضل الله بخير.. وقدرات الجيش كافية للدفاع عن بلدنا مش علشان نعمل حاجة ضد حد”.
كما أكد الرئيس السيسي، أنه لا بد للقوات المسلحة والشرطة أن تبقي في أعلي جاهزية طول الوقت، متابعا: “كان مطلوب إننا نجيب أسلحة للقوات المسلحة خلال الـ 10 سنوات الأخيرة.. مش هجاوب السؤال ده وهل فعلا الأمر مهم مش علشان الحرب الموجودة دلوقتي”.
وأضاف الرئيس السيسي، خلال كلمته في الندوة التثقيفية للقوات المسلحة بمناسبة انتصارات أكتوبر: “الحفاظ على قوة الدولة الشاملة العسكرية والاقتصادية والثقافية والوعي أمر مهم جدا نشارك فيه.. مش هجاوب وأقول شوفتوا اللى بيحصل.. لا بد للقوات المسلحة والشرطة تبقي في أعلي جاهزية وقدرة لحماية البلد.. ده أمر للبلد والشعب والحكومة البرلمان والمثقفين.. محتاجين تتكلموا مع الناس فيه والتأكيد على جاهزية القولت المسلحة والشرطة”.
أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، أنه يتشرف بلقاء قادة حرب أكتوبر، متابعا: “اتشرفت بقادة حرب أكتوبر ليا عظيم الشرف.. اللى موجود واللى مش موجود”.
وأضاف الرئيس السيسي، خلال كلمته في الندوة التثقيفية للقوات المسلحة بمناسبة انتصارات أكتوبر: “أمر عظيم جدا وليا عظيم الشرف إننا شوفناهم النهارده.. كل سنة وأنتوا طيبين ويا رب يحفظ بلدنا من كل شر وسوء”.
وظهرت الممثلة سهر الصايغ مع مجموعة من الأطفال بعد شرح العمليات التجهيزية للحرب من خلال عرض تمثيلي آخر، تضمن أحداث ما بعد نكسة عام 1967 والإشاعات التي انتشرت خلال تلك الفترة لبث الخوف والرعب في نفوس الشعب المصري، ورغبة رجال الجيش في الحرب مرة أخرى لاسترداد سيناء واستعادة الكرامة.
وعرض فيلم تسجيلي يتناول أحداث حرب السادس من أكتوبر، وخطة الرئيس الراحل محمد أنور السادات وخداعه للعدو وإصداره أوامر بتوجيه ضربة جوية مركبة بواسطة القوات الجوية المصرية ضد الأهداف الإسرائيلية في سيناء، وقيام القوات الجوية السورية بتوجيه ضرباتها ضد الأهداف المعادية في الجولان المحتل، فيما قامت المدفعية، التي وصل عددها إلى 2000 مدفع، على خط المواجهة وبعمق كبير بإطلاق نيرانها.
وتضمن الفيلم عرض أحداث تجسد مدى الضرر الذي لحق بالقيادة الإسرائيلية مع بدء اقتحام قناة السويس ورفع العلم علي الضفة الشرقية للقناة واصطياد الدبابات واقتحام النقاط الحصينة لخط بارليف، حيث توالت موجات الاقتحام خلال اليوم الأول للحرب وحققت قوات الدفاع الجوي السيطرة التامة على سماء المعركة، وأسقطت العديد من الطائرات، كما تمكنت القوات البحرية من السيطرة الكاملة على السواحل المصرية بالبحر الأحمر والمتوسط وخليج السويس، وغلق مضيق باب المندب لتفرض مصر حصارا بحريا قاسيا على إسرائيل.
كما تناول الفيلم بطولات رجال القوات المسلحة، ومنها معركة “جبل المر” بقيادة العقيد أركان حرب محمد الفاتح كريم، والتي تمت في التاسع من أكتوبر، ومعركة “لسان بورتوفيق” في 12 أكتوبر، ومعركة “المنصورية الجوية” في 14 أكتوبر، والتي أكدت أن حرب أكتوبر مثلت قدرة الأمة العربية على القيام بعمل عسكرى لا مثيل له، وأثبت قدرة المصريين على تحرير الأرض واسترداد الكرامة.
وأشار العرض التمثيلي إلى حجم المؤامرات الكبيرة على مصر، والتي لا تنتهي، لافتا إلى أن الإرهاب أحد هذه المؤامرات التي كانت تحاك ضد مصر، والتي خاضت مصر ضده حرب وجود.
وأوضح الفيلم التسجيلي أنه عقب خروج الشعب المصري في ثورة 25 يناير للمطالبة المشروعة بـ”العيش والحرية والعدالة الاجتماعية”، وفي غفلة من الناس دخلت جماعة ليست منا، وولاء عناصرها الوحيد لجماعتهم، وتستروا خلف “ثوب الدين”، فشعر الشعب المصري بالخطر وخرج في أكبر تجمع بشري عرفته الإنسانية في 30 يونيو 2013، فيما لبى الجيش المصري النداء، حيث كان القرار التاريخ للقيادة العامة للقوات المسلحة بتعطيل العمل بالدستور بشكل مؤقت واجراء انتخابات رئاسية مبكرة.
وأكد الفيلم، أن القوات المسلحة كانت تعي تماما تبعات قرارها، وتصدت للمخططات الإرهابية التي كانت تهدف لإرهاب الشعب وتدمير البلاد، فأقسموا على تطهير مصر من “خفافيش الظلام”، مشددا على أن مصر دفعت كثيرا من دماء أبنائها حتى تم القضاء على الإرهاب، وإعلان خلو البلاد من الإرهاب.
كما أكد الفيلم أن الدولة كانت على اطلاع تام بالمشهد الدولي والإقليمي، وهو ما جعلها حريصة كل الحرص على تطوير أسلحة الجيش، سواء البر أو البحر أو الجو لكي يكون جاهزا في أي وقت لمواجهة التحديات المستقبلية، منوها بأن التحديات التي تواجه مصر لم تجعلها تنسى مساعدة الدول الشقيقية والصديقة في الأزمات والكوارث، ومنها أزمة قطاع غزة، والتي لا يستطيع أحد أن يزايد فيها على دور مصر، وهو ما ستستمر فيه انطلاقا من ثوابتها تجاه حقوق الأشقاء الفلسطينيين.
كما نوه الفيلم التسجيلي إلى أن الجيل الحالي ورغم التحديات الكبيرة التي يواجهها يؤكد أنه امتداد للأجيال السابقة، وسيعمل على البناء والتعمير من خلال مشروعات في كافة المجالات من أجل الأجيال القادمة.
وفي نهاية العرض، قدمت الفنانة سهر الصايغ نبذة عن التطور الذي شهده الجيش المصري ليصبح من أفضل وأقوى جيوش العالم.. وأجابت الصايغ على أسئلة بعض الأطفال الذين شاركوها العرض، موضحة لهم دور مصر في مساندة القضية الفلسطينية منذ حرب 7 أكتوبر 2023.
وقالت سهر الصايغ، “إن مصر لم تقصر يوما في مساندة الشعب الفلسطيني، وهي أكبر داعم للقضية منذ عام 1948″، موضحة أن 80% من المساعدات التي دخلت قطاع غزة منذ أكتوبر 2023 كانت من مصر وحدها، مؤكدة أن مصر شددت على رفضها لتصفية القضية الفلسطينية، وأنها لن تسمح بتهجير الشعب الفلسطيني على حساب مصر أو على حساب القضية.
ونصحت الأطفال بضرورة الحصول على المعلومات من مصادر موثوقة، وعدم الالتفات لما يكتب على مواقع التواصل الاجتماعي.. وعقب ذلك، أدى الفنان حمادة هلال والفنانة آمال ماهر ومجموعة من الفنانين بعض الأغاني الوطنية احتفالا بالذكري الـ51 لحرب أكتوبر، وما تم إنجازه في الجمهورية الجديدة.
روى الفنان محمود قابيل، لحظات عاشها في حرب أكتوبر المجيدة، قائلا: “حرب أكتوبر لم تبدأ في 1973 بل بدأت عندما نزل الشعب المصري يوم 9 و10 يونيو يرفض الهزيمة ويرفض أن تكسر إرادته، فحرب أكتوبر تتويج لحرب الاستنزاف التي بدأت في مارس 1969”.
أضاف محمود قابيل، خلال كلمة بالندوة التثقيفية الـ40 للقوات المسلحة تحت عنوان “نصر أكتوبر 1973 حكاية شعب” أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي: “في هذه الفترة أنا كنت برتبة ملازم أول وقائد وحدة استطلاع خلف خطوط العدو، كنت مثل أي فرد في القوات المسلحة نشعر بالألم، وبالظلم في حرب 67، وأننا لم نحارب أو نواجه العدو لكن لم نفقد الأمل وكنا نتدرب ونستعد للجولة الثانية، وأنا شخصيا أصبت في 67 وخرجت من المستشفى على الوحدة مباشرة، وأثناء العمليات أصبت مرة أخرى وعدت، ثم أصبت للمرة الثالثة وكان من الصعب أن أعود مرة ثالثة وأحلت للتقاعد الطبي”.
وأكمل: “كنت أنتظر مثل أي فرد في الشعب المصري اللحظة التي نعبر فيها، وعبرنا وانتصرنا وحققنا نصر كبير يدرس حتى اليوم في أكبر الأكاديميات العسكرية العالمية، وما أريد قوله أن طول عمر الشعب المصري يحتضن جيشه، وطول عمر الجيش المصري يصون شعبه، ولما مرت السنين وتعرضت مصر للإرهاب الجيش كان موجود ولبى النداء وحارب وانتصر على الإرهاب وعيشنا كلنا في الأمان الذي نعيشه”.
واختتم: “شعب مصر هو جيش مصر وجيش مصر هو شعب مصر، فاللهم احفظ مصر وشعب مصر واحفظ قائد مصر واحفظ رئيس مصر.. تحيا مصر”.
من جانبها، روت الإعلامية سناء منصور، حكايات من تغطيتها الإعلامية لحرب أكتوبر المجيدة، بإذاعة راديو مونت كارلو الدولية، حيث كانت تعمل بها، وقالت: حرب أكتوبر لحظات لا يعرف أهميتها إلا من عاش مرار الهزيمة في بلاد الغربة، ونحن كنا 4 مذيعين وسط المعركة منهم 2 مصريين وواحد سوري وواحد فلسطيني.
أضافت سناء منصور: “هذه الإذاعة كانت تتمتع بحرية حركة في حرب أكتوبر وكان انشغال المسؤولين عن الإذاعة يمنحنا الفرصة للعمل بشكل كبير وننقل أخبار الحرب وانتصاراتنا لحظة بلحظة، فتحولت راديو مونت كارلو إلى واحدة من أهم مصادر الحرب في الشرق الأوسط، وكنا نقول إليكم آخر أخبار معركة المصير في الوطن العربي، فزاد الإرسال من 4 ساعات إلى 17 ساعة يوميا”.
وتابعت الإعلامية سناء منصور: “انزعجت إسرائيل من هذه الإذاعة وتقدمت باحتجاج رسمي إلى فرنسا، فحدث تصادم كبير بعد ذلك، ووصل الأمر إلى تقديم المذيعين باستقالة جماعية لإدارة القناة، ثم بدأت المفاوضات حتى وصلنا أننا نستمر بنقل الأخبار بشرط ألا نتجاوز القواعد المهنية، واعتبرنا هذا انتصارا كبيرا للإرادة المصرية والعربية داخل الإعلام الفرنسي”.
وأكملت: “ما قدمه الإعلاميون عن حرب أكتوبر ليست إلا مرايا تعكس قصص أكبر وأعظم وأهم لقصة جنود ضحوا بحياتهم وتركوا لنا شرخ وحزن في القلب بنزيف دمائهم، وهذه قصة قصيرة أقدمها لجيل جديد من الإعلاميين، بأنكم أنتم القوة الناعمة التي نحلم بها مع شعب عظيم وجيش عظيم أمام التحديات الكبرى التي نعيشها.. وبنا جميعا تحيا مصر”.