عاجلمقالات

حسين محمود يكتب: الإخوان مصنع الإرهاب.. تاريخ أسود يكشف حقائق الجماعة

ظلّت جماعة الإخوان المسلمين لعقود طويلة تُقدّم نفسها كحركة دينية دعوية تسعى للإصلاح، ولكن التاريخ يكشف أن الجماعة كانت منذ تأسيسها تحمل في طياتها أفكار العنف والدموية التي جعلتها حجر الزاوية للإرهاب في المنطقة. ولعل تصريحات قيادات سابقة بالتنظيم، التي انفصلت عنه وأدانت ممارساته، تكشف حجم الخداع الذي مارسته الجماعة على الشعوب.

حسن البنا.. البداية الدموية

أسس حسن البنا جماعة الإخوان المسلمين عام 1928 بمصر، تحت شعار الدعوة الإسلامية، لكن سرعان ما تحولت الجماعة إلى تنظيم سياسي يسعى للسيطرة على الحكم بشتى الطرق. البنا نفسه كان أول من رسّخ فكرة “الجهاد المسلح” في أدبيات الجماعة، وأشهر السلاح في وجه خصومها، حيث أُنشئت “النظام الخاص”، الجناح العسكري للجماعة، لتنفيذ عمليات اغتيال وتفجيرات.

اغتالت الجماعة القاضي أحمد الخازندار في عام 1948 لأنه أصدر أحكامًا ضد أعضاء التنظيم، وتورطت في قتل رئيس الوزراء محمود فهمي النقراشي، الذي حاول حل الجماعة بعد اكتشاف نواياها الحقيقية. هذه الممارسات كانت بداية سلسلة دموية استمرت لعقود.

اللجان الإلكترونية.. المتاجرة بالدين

مع التطور التكنولوجي، لم تتخلَّ الجماعة عن نهجها العدواني، بل طوّرت أدواتها لتناسب العصر الحديث. عملت اللجان الإلكترونية للإخوان على بث الشائعات والتحريض عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مستخدمة الدين كغطاء لتحقيق أهدافها السياسية. تنشر تلك اللجان الأكاذيب لتشويه خصوم الجماعة، وتلعب على مشاعر البسطاء لتحقيق مكاسبها.

قيادي سابق بالجماعة كشف مؤخرًا كيف تستغل اللجان الإلكترونية قضايا مثل الدفاع عن الإسلام أو المظلوميات الزائفة لكسب تعاطف الشعوب، بينما الهدف الحقيقي هو الوصول إلى السلطة بأي ثمن.

الإرهاب العالمي.. بصمات الإخوان

لم يتوقف دور الجماعة عند حدود مصر؛ فقد ساهمت أفكارها في إنشاء جماعات إرهابية دولية مثل “القاعدة” و”داعش”. ويشير خبراء إلى أن أدبيات الإخوان، التي تمجد العنف وتعتبر الخصوم السياسيين أعداءً للإسلام، هي المنبع الأساسي لتلك التنظيمات.

منذ ثورة 30 يونيو 2013 في مصر، التي أنهت حكم الجماعة، حاول الإخوان العودة للمشهد عبر دعم العمليات الإرهابية في سيناء وعدة مناطق أخرى، لكن الشعب المصري أفشل مخططاتهم بإصراره على اجتثاث الإرهاب من جذوره.

المراجعات والاعترافات.. انفجار من الداخل

مع تزايد الضغوط الداخلية والخارجية على الجماعة، انشق العديد من أعضائها وكشفوا عن الوجه الحقيقي للتنظيم. يقول أحد القيادات السابقين: “الجماعة لا تعترف إلا بمنهج القوة والسيطرة، ومن يرفض ذلك يتم التخلص منه. الدين كان وسيلتهم، لكن الهدف دائمًا كان الوصول إلى السلطة”.

رسالة تحذير

إن تاريخ الإخوان المسلمين يكشف أن الجماعة لم تكن يومًا حركة دعوية كما تزعم، بل مشروعًا سياسيًا دمويًا يسعى للهيمنة تحت عباءة الدين. مواجهة هذا التنظيم وأفكاره لا تكون فقط بالقبض على عناصره، بل أيضًا بتوعية الشعوب بحقيقة مخططاته.

على الجميع أن يدرك أن الإرهاب لا يبدأ بتفجير أو اغتيال، بل بفكر يُزرع في العقول تحت شعارات براقة. والتصدي للإخوان هو جزء من معركة أوسع ضد التطرف الذي يهدد استقرار المجتمعات وأمنها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى