العالمعاجل

تفاصيل اغتيال حسن نصر الله| كيف اخترقت إسرائيل حصون حزب الله المركزي؟

كتب- محمد فهمي

تمكنت إسرائيل من اختراق مقر حزب الله المركزي واغتيال أمينه العام حسن نصر الله، من خلال عملية عسكرية، ليبرز تساؤل مهم حول كيفية تنفيذ تل أبيب هذه الضربة.

 

تصعيد التوتر| غارات إسرائيلية على مواقع حزب الله

خلال الآونة الأخيرة، تواصلت حدة التوتر بين حزب الله وإسرائيل، حيث نفذ الجيش الإسرائيلي غارات مكثفة على مواقع حساسة في الضاحية الجنوبية للبنان، شملت الهجمات ستة مبانٍ، أبرزها المقر المركزي للأمين العام للحزب، حسن نصر الله في حارة حريك.

 

اجتماعات سرية تحت الأرض| هدف الغارات

وفقًا لشبكة «العربية» الإخبارية، جاءت هذه الغارات الإسرائيلية بعد معلومات استخباراتية تفيد بأن الأمين العام لحزب الله كان ينوي عقد اجتماع قيادي في منشأة تحت الأرض، ولم يكن الهدف فقط اغتيال حسن نصر الله، بل أيضًا القضاء على أبرز القادة السياسيين، مثل علي كركي قائد الجبهة الجنوبية.

 

أسلحة متطورة| تدمير التحصينات

اغتالت إسرائيل حسن نصر الله في عملية اعتمدت فيها على صواريخ خارقة للتحصينات، مصممة لاختراق الأعماق وتدمير الأنفاق، أسفرت هذه الغارات الإسرائيلية عن دمار واسع النطاق، حيث انهارت المباني مما أدى إلى خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات، في وقت تواصل فيه عمليات البحث عن المفقودين تحت الأنقاض.

 

المقر المركزي| قلب حزب الله المستهدف

المقر المركزي لحزب الله الذي تعرض للهجوم يقع في حارة حريك وأدى لـ اغتيال حسن نصر الله، ويضم هذا المبنى عدة طوابق تحت الأرض، وقد تم تصميمه كغيره من المنشآت في الضاحية بعد إعادة الإعمار عقب حرب 2006، ويهدف هذا المقر إلى تنسيق الأنشطة الحزبية في لبنان.

 

وفي ضربة هزت أركان حزب الله وأحدثت فراغًا قياديًا غير مسبوق، اغتالت إسرائيل الأمين العام للحزب، حسن نصر الله، وعددًا من كبار القادة بعد استهداف المقر المركزي للحزب.

 

اغتيال القادة يضرب هيكل حزب الله

ومع الإعلان عن مقتل حسن نصر الله، أصبح تنظيم حزب الله بلا رأس يوجهه، خاصةً بعد الضربات الإسرائيلية التي أسفرت عن اغتيال جميع أعضاء هرم القيادة تقريبًا، باستثناء القيادة العليا لعلي راضي، وسط تزايد التكهنات حول من سيتولى دفة التنظيم في هذه المرحلة الحرجة.

 

شلل الاتصال داخل الحزب

وفقًا لشبكة «العربية» الإخبارية، تحذر التحليلات من أن اغتيال قيادات حزب الله قد أدى إلى شلل في التواصل بين صفوفه، بدءًا من القمة إلى القاعدة مع فقدان حسن نصر الله والقيادات الأخرى، يجد الحزب نفسه في موقف صعب، خاصة بعد فقدان 11 قياديًا بالحزب خلال شهرين فقط.

 

 

أحداث غير مسبوقة

على مدى 15 عامًا، خططت إسرائيل لسلسلة من الأحداث المفاجئة، ولكن القرار النهائي تم اتخاذه في الثامن من أكتوبر، عقب بداية الحرب على غزة، حيث اقترح وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت  تنفيذ هجوم استباقي على حزب الله، ما أدى إلى تنفيذ هجمات غير تقليدية، أسفرت عن مقتل حسن نصر الله ورفاقه.

 

إسرائيل تُصعِّد ضد حزب الله

رغم تردد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البداية، إلا أنه حسم قراره ضد حزب الله بعد تأكيده أن الحزب الله غير مستعد لدخول حرب شاملة، هذا القرار أفضى إلى تنفيذ هجمات غير تقليدية على الحزب، مما أدى في النهاية إلى مقتل حسن نصر الله.

 

حرب الاتصالا

استخدمت إسرائيل تقنيات متطورة لاستهداف شبكات التواصل لدى حزب الله، مستغلة أجهزة الاستدعاء اللاسلكي والتواصل «البيجر»، وأضعفت هذه الخدعة قدرة الحزب على التواصل الفعال، مما ساهم في تنفيذ الغارات الجوية التي أسفرت عن مقتل القادة البارزين، بما في ذلك حسن نصر الله، في عملية لم يشهد لبنان مثلها من قبل.

 

ومع وفاة الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، يطرح السؤال الآن، حول من سيكون قائد الحزب التالي الذي سيملئ هذا الفراغ القيادي؟ بعد تصفية عدد من القيادات.

 

هاشم صفي الدين| المرشح الأبرز

 

يعتبر هاشم صفي الدين، الذي ينتمي لعائلة حسن نصر الله، الخيار الأبرز لخلافته، وهو يتمتع بالشبه في المظهر وطريقة الحديث، كما تم تدريبه منذ عام 1994 لتولي قيادة الحزب، وطوال السنوات، تولى إدارة الأنشطة اليومية لحزب الله، فكان مسؤولًا عن تنفيذ السياسات وتطوير الهيكل الإداري.

 

ارتفعت مكانة صفي الدين بفضل علاقاته المتينة مع القيادة الإيرانية، وكان زواج ابنه من ابنة قاسم سليماني، القائد السابق لفيلق القدس، قد ساهم أيضًا في تعزيز موقفه، ليكون مرشحًا منطقيًا لخلافة حسن نصر الله، ويُعرف بأنه مسؤول عن الإشراف على الأنشطة السياسية والاجتماعية والثقافية لحزب الله.

 

بصفته رئيس المجلس التنفيذي، يُعتبر صفي الدين، أحد الأعضاء الرئيسيين في قيادة الحزب، واختياره لم يكن قرارًا عابرًا، بل يعود لأكثر من 15 عامًا، فقد جرت مناقشات حول توليه المنصب منذ عام 2008، حيث تم وضع سيناريوهات تتعلق بإمكانية اغتيال حسن نصر الله وتولي صفي الدين القيادة بعد ذلك.

 

وعن بداياته، فقد وُلِد صفي الدين عام 1964 في بلدة دير قانون النهر، ودرس في قم مع حسن نصر الله، ومنذ عام 1994، تولى مناصب حيوية في الحزب، بما في ذلك رئاسة مجلس الجهاد، مما جعله الخيار الطبيعي لخلافة نصر الله، وفقًا لشبكة «سكاي نيوز» الإخبارية.

 

ووسط ضجيج الأنباء المتداولة عن اغتيال حسن نصر الله، من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي، تثار تساؤلات حول من هو زعيم حزب الله، لتقدم لكم «بوابة أخبار اليوم» خلال السطور التالية، أبرز محطات حياته والسيرة الذاتية له، بدءًا من نشأته حتى صعوده كأحد أبرز القادة المؤثرين في الحزب اللبناني.

 

حسن نصر الله هو شخصية مؤثرة في الساحة السياسية اللبنانية، وتولى قيادة حزب الله عام 1992، وولد في أغسطس 1960 في أحد الأحياء الفقيرة شرق بيروت، ونشأ في عائلة بسيطة، حيث كان والده يملك محلا صغيرا للبقالة، وكان الابن الأكبر بين تسعة أبناء.

 

البداية في النجف

في سن الـ16، هاجر حسن نصر الله إلى النجف للدراسة الدينية، حيث التقى هناك بشخصيات دينية بارزة، كان أبرزها عباس الموسوي، ورغم دراسته القصيرة التي لم تتجاوز عامين، تركت النجف بصمتها العميقة على مسار حياته، مما أدى إلى عودته إلى لبنان بمشروع سياسي واضح، وفقًا لشبكة «بي بي سي» الإخبارية.

 

صعوده للساحة اللبنانية

 

مع تصاعد الصراع في لبنان واندلاع الحرب الأهلية، شارك حسن نصر الله في القتال ضمن الميليشيات الشيعية، تحالفه مع إيران بعد لقائه بالمرشد الأعلى الإيراني آية الله الخميني عام 1981، كان نقطة تحول في مسيرته، حيث عيّنه الخميني ممثلا له في لبنان، ما ساعده على بناء علاقات استراتيجية مع القيادة الإيرانية.

 

تأسيس حزب الله

في عام 1982، وبعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان، تم تأسيس حزب الله اللبناني، بدعم مباشر من الحرس الثوري الإيراني، وكان الهدف الرئيسي للمجموعة مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، وتحوّل حزب الله لاحقا إلى قوة سياسية وعسكرية رئيسية في لبنان، بقيادة حسن نصر الله، حتى أصبح الأمين العام للحزب اللبناني.

 

في عام 1985، انتقل حسن نصر الله إلى بيروت وتولى منصب نائب مسؤول المنطقة، وواصل التدرج في المهام حتى أصبح مسؤولًا عن المدينة، ثم تقلد دور المسؤول التنفيذي المكلف بتنفيذ قرارات مجلس الشورى. في النهاية، انتخب أمينًا عامًا للحزب في عام 1992، وفي عام 2004، لعب نصر الله دورًا جوهريًا في إنجاز عملية تبادل الأسرى بين الحزب وإسرائيل، والتي اعتُبرت واحدة من أكبر صفقات تبادل الأسرى بين الطرفين.

 

حسن نصر الله وطوفان الأقصى

مع بدء عملية «طوفان الأقصى» في 7 أكتوبر 2023 التي قامت بها الفضائل الفلسطينية في الداخل الإسرائيلي، دخل حزب الله سريعًا في المعركة في اليوم التالي من خلال قصف مزارع شبعا، وذلك كرسالة تضامن مع المقاومة الفلسطينية في غزة.

 

اغتيال نصر الله| حزب الله ينعي أمينه العام

قالت القناة “الإسرائيلية 12” إن جيش الاحتلال الإسرائيلي قد نفذ ضربة استهدفت مقر «حزب الله» في الضاحية الجنوبية ببيروت، بينما نعى “حزب الله” اللبناني اليوم السبت 28 سبتمبر، أمينه العام حسن نصر الله الذي أعلنت إسرائيل عن اغتياله خلال غازة عنيفة استهدفت أمس الجمعة الضاحية الجنوبية في بيروت، وفقًا لموقع «روسيا اليوم» الإخباري.

 

وفي أول أمس، أفادت وكالة “تسنيم” الإيرانية بتصريحات عن مصادر أمنية تؤكد أن حسن نصر الله في مكان آمن، وأن الشائعات التي تتداولها وسائل الإعلام الإسرائيلية حول مقتله “لا أساس لها من الصحة”.

 

من جانب آخر، أكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هاجاري، أن القوات الإسرائيلية نفذت هجمات استهدفت مقر قيادة “حزب الله” في الضاحية الجنوبية لبيروت، وتزامن ذلك مع تقرير لموقع “أكسيوس” الأمريكي يشير إلى وجود كبار قادة الحزب داخل المقر أثناء الغارات.

 

في ذات السياق، أشار الإعلام الإسرائيلي إلى حالة تأهب في صفوف الدفاع الجوي والإسعاف استعدادًا لأي رد محتمل من قبل “حزب الله” على اغتيال حسن نصر الله، وكان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي أعلن “القضاء على علي كركي قائد جبهة الجنوب في “حزب الله” وعدد آخر من القادة في الحزب”، وفقًا لموقع «روسيا اليوم» الإخباري.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى