مما لا شك فيه أن الصدق خصلة حميدة نسعى جميعًا للتحلي بها، ومع ذلك فالجميع يكذبون دون استثناء، وقد تكون أكاذيب صغيرة لجذب انتباه الآخرين وإثارة إعجابهم، وفي أحيان أخرى تتحوّل إلى كذبات كبيرة لتجنّب العقاب أو لإلقاء اللوم على الغير أو خداعهم، على الرغم من أن العديد من الكذبات البيضاء كما يسميها البعض لا تؤدّي إلى أي ضرر، إلاّ أنها قد تكبر شيئًا فشيئًا لتلحق خسائر فادحة بأصحابها أو بالأشخاص الذين صدّقوها.
كيف يمكنك معرفة ما إذا كان أحدهم يكذب عليك؟
تقول محلّلة السلوك وخبيرة لغة الجسد، الدكتورة ليليان غلاس التي عملت مع مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمركي FBI لكشف علامات الكذب والخداع، ولكي تتمكن من معرفة ما إذا كان أحدهم يكذب عليك أن تكون بداية معتادًا على لغة الجسد أو تعابير الوجه التي يظهرها عندما يكون صادقًا حتى يصبح بإمكانك ملاحظة الاختلاف في تصرّفاته.
وفي كتابها «لغة جسد الكاذبين» أو «The Body Language of Liars»، تقدّم لنا الدكتورة غلاس مجموعة من العلامات التي تساعدك في معرفة ما إذا كان الشخص الذي أمامك صادقًا أم لا، فما هي هذه العلامات يا ترى؟.
علامات كشف الكذب
علامات وإشارات يكشف بها الكاذبون أنفسهم دون وعي منهم أو قصد، والتي إن ركزت عليها، ودربت نفسك على ملاحظتها ستتمكن من كشف الكاذبين أينما كانوا ومهما حاولوا إخفاء الحقيقة عنك:
تغير وضعية الرأس
إحدى أكثر العلامات التي تكشف لك أنّ أحدهم يكذب عليك، هي تغيّر وضع الرأس فجأة عند طرح سؤال مباشر عليه. حيث تقول الدكتورة غلاس: “قد يرجع الشخص رأسه إلى الخلف قليلاً، أو ينزله إلى الأسفل، أو يحنيه قليلاً إلى أحد الجانبين، في حال غيّر الشخص الذي أمامك وضعية رأسه فجأة عند طرحك سؤالاً عليه، فهو على الأرجح ليس صادقًا.
طريقة التنفس
عندما يكون أحدهم متوتّرًا بسبب كذبه عليك، ستلاحظ أنّ تنفّسه أصبح ثقيلاً، وصوته أكثر انخفاضًا، ويعود السبب وراء ذلك إلى تغيّر نبضات القلب بسبب التوتر والخوف من انكشاف الكذبة وبالتالي تغيّر تدفّق الدم في الجسم، الأمر الذي يؤدي إلى صعوبة التنفّس والكلام.
الوقوف بثبات دون حراك
لعلك رأيت سابقًا كيف يتمّ تمثيل الأشخاص المتوتّرين في الأفلام والمسلسلات على أنّهم متصلّبون يقفون بدون حراك، في الواقع يُظهر الكاذبون سلوكًا مماثلاً أيضًا. فإذا رأيت أحدهم يتصرّف على هذا النحو على الرغم من عدم وجود سبب واضح للتوتر، فهو على الأرجح يحاول إخفاء أمر ما.
تكرار الكلمات والجمل
عندما يكرّر أحدهم الكلمات أو الجمل التي قالها قبل قليل، فهو في الواقع يحاول كسب مزيد من الوقت لتجميع أفكاره، وبناء قصّة مقنعة. إنّه يحاول إقناعك وإقناع نفسه بأنه يقول الحقيقة.
لمس أو تغطية الفم
لا ينتبه الكاذبون في الغالب إلى هذا التصرّف، فهم يقومون به من دون وعي. إذ يقومون بتغطية فمهم أو لمسه في محاولة لمنع أنفسهم من الإجابة عن سؤالك.
تغطيّة بعض الأماكن في الجسم
من التصرّفات الأخرى التي يقوم بها الأشخاص حينما يكذبون هي تغطية أماكن معيّنة من الجسد بيديهم أو بأيّ وسيلة أخرى «طاقية، حقيبة». إن رأيت أحدهم يبادر بوضع يده على حلقه أو صدره، أو يقوم بتغطية رأسه أو منطقة المعدة فور طرح سؤال عليه، فهنالك احتمال كبير أنّ جوابه لن يكون صادقًا.
التلويح والتأشير باليدين
يميل الكاذبون في الغالب إلى السلوك الدفاعي حينما تبدي شكوك حول ما يقولونه، الأمر الذي ينتج عنه إشارة وتلويح مبالغ فيه باليدين، وبطريقة لا تتناسب أحيانًا مع مضمون الحديث.
الإسهاب في التفاصيل
عندما يحاول أحدهم إخفاء الحقيقة، فالطريقة الأمثل بالنسبة له تتمثّل في دفنها بين التفاصيل الدقيقة غير المهمة. حينما تطرح على شخص ما سؤالاً، وتجد أنّه يجيب على سؤالك بالكثير من التفاصيل عديمة الفائدة، فهو على الأرجح يكذب. إنّه يأمل أن يجعلك تصنّعه بالانفتاح والصراحة تصدّق ما يقول.
صعوبة الكلام
يجد الكاذبون صعوبة في الكلام، ليس لأنّ أكاذيبهم غير مريحة أو لأنهم لا يستطيعون قولها، وإنّما بسبب تغيّرات بحتة في الجسم. إذ إنّه عند الشعور بالتوتّر يجفّ الحلق ويصبح الكلام صعبًا. انتبه إن كان محدّثك يعضّ أو يزمُّ شفتيه أثناء كلامه، فتلك قد تكون إشارة قويّة على أنّه يكذب.
التحديق دون أن ترمش العيون
يؤمن الكاذبون أنّهم إن حافظوا على التواصل البصري معك فسوف يتمكّنون من إقناعك بأنّهم يقولون الحقيقة، لذلك تجد أنّهم يبالغون في فعل ذلك، فيستمرّون بالتحديق دون أن ترمش أعينهم.
تقول الدكتورة غلاس: “عندما يقول الأشخاص الحقيقة، يجول بعضهم ببصره حوله من حين لآخر، بعكس الكاذبين الذين يحافظون على نظرة باردة ويستمرّون في التحديق إليك لفرض نوع من السيطرة عليك.”